الرئيسية » » نَزَلْتُ أضمِّدُ جروحي مِن البرْج المظْلم للزَمَن | نصيف الناصري

نَزَلْتُ أضمِّدُ جروحي مِن البرْج المظْلم للزَمَن | نصيف الناصري

Written By Unknown on السبت، 17 يناير 2015 | يناير 17, 2015

نَزَلْتُ أضمِّدُ جروحي مِن البرْج المظْلم للزَمَن
وَرَأيْتُ الذين يذمّون نَهاية رَحْلاتهم المُزْعجة.
ريْشَة رَمادية في فَضاء الظَهيرة ظَنَنْتها حَشَرَة
على ذراع المَديْنَة. سالَت وَسَلَبَتْني إمكانية عبور
الجسور. الأيَّام تَهْتَزُّ فَوق الحَصى المُتَأرْجح
للطَبيعة والشَمس تَتَمَلَّى الذَهَب في المَناجم،
وأنا مَعَ المُتَسوِّلين أنْفَخُ الضَمادات المُحَمَّلَة
بالرَمْل ولا أرْفَعُ بَصَري الى تَشَقّقات الأعماق.
الخَزائن بَلْدات واطئة تَنْكَسر فيها طاولات
طَعام المَوْتى. اقْتَربُ مِن نار تَتَكىء على
معْصَم شَجَرَة فَتَبْتَعد عنّي اللآلىء المُضَبَّبَة
للفَجْر. أعرفُ أن الأيَّام لَها صَلابة الدَراهم
في جيوب الذين يَتَأخَّرون عَن دَفْع ضَرائبهم،
وأكْثَر المَخاوف هي تلْكَ التي نَتَجَوَّفُ فيها
وَنَكون عِرْضَة للنَهب. التَبَجّح في القُدْرَة
على مَجابهة دفء السهام المُهْلكة التي يطْلقها
صَوْبنا الزَمَن، أمْرٌ شائع لَدى الذين يشْرعون
بحَفْر قبورهم قَبل مَوْتهم.
17 – 1 – 2015




التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads