الرئيسية » » عاريةٌ رئة الكلام | علي ذرب

عاريةٌ رئة الكلام | علي ذرب

Written By Lyly on السبت، 3 يناير 2015 | يناير 03, 2015

خرج حذائي من فم الجدار، نعيقهُ الأملس ملتحٍ بحنجرتي. كان مرآة لسمكةٍ تتعرى من عواءِ جريدة. النزيفُ منتصبٌ هذه المرة، يمشط دهشته.

الرصيفُ الذي قفز من معدةِ المدينة، جعل وجهي يضحك، السماء تنبح كثيراً. متى يغفو هذا الجسدُ المبحوح بالتراب؟
عاريةٌ رئةُ الكلام. يدي حبلى بشهيق الماء، لكنني سأدع السفينةَ تغرق بلفتة صوت.

تسقط الجثةُ في صوتي. الخواءُ يفتح صفيرَه غيمةً، تبلّل رمالَ دمي، وريحٌ بلا رأس، ببقايا ظلٍّ نيئٍ، أنجبهُ لسانُ نجمةٍ، قبل أن ينهشه الجراد.

أرى غرفتي بشعرٍ أخرس، ترقص في قبر. لا أريد أن ألد تسابيح كسيحة، حينما أضفرُ حوافرَ القيامة بملامحِ خاصرتي.

بمجساتِ تابوتٍ، بنطالكَ المريض يداعب فرجَ ذاكرتهِ، منتظراً بوحه المبلول بالأزقة. ولأنكَ حدبتي، لا أكنسكَ عن ظهري.

أصابعي عاقر. أفقأوا ضحك النوافذ، للضوء النابض في الجمجمة.

رغم أن الخليقةَ دميةٌ، أنفاسي تخلع خفّيها، كلما رافقت قافلة الضيق.
أحلقُ الظلامَ عن رأس ذلك العجوز. الكلاب تلحس وساخة ظلي. سأنتظر مثانةً طيبة، كي تطهرني من شراسةِ كفّكِ. لحمُ صورتي يرمّم كهولةَ الغياب، وعظامي تكتحل بلمحات الدود، كلما أخطأت ساقاكَ عناق النور.
أنا فريسة لدبابيس حيضٍ، عطسني ذات مساء.
كي تحافظ على ظلالكَ من الترهل ادهنها دائماً بارتعاشةِ أنثى.

ما يطفئ تلعثمي على جسد البياض. إجاصتي تعوم في أفواه النساء، صرّتي تبصق أسنانها، كحنفيةٍ سيئة المزاج. من يتدفأ بنطفته مثلي، سيخيط جبهته بجوربِ نهرٍ. يمتطي عنقَ الليل.

أتدلى من عينِ ذبابة. بين فخذَي موتي المخصي،
يفقد صراخي أقدامه غفلةً، فتهطل الأبدية وتتسول في جيبي.

المطرُ اللقيط يغسل أكبادَ الروازين، فيصبح إبطاكَ منفضتين للجماجم. ثمة دودة شريطية تتوّج أمعاء السماء، تُتَبّلكَ ببراز الموتى.
سأفتح في ضلعي المخبول باباً، يفضي إلى أصابعكَ.
سأبتسم بعد أن يسقط قلبي عن ذراع السلحفاة.
* شاعر عراقي


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads