الرئيسية » » عزيز أزغاي | حانة الذئب وقصائد أخرى

عزيز أزغاي | حانة الذئب وقصائد أخرى

Written By Lyly on السبت، 3 يناير 2015 | يناير 03, 2015

 عزيز أزغاي

 

 

حانة الذئب

 

إلى إدريس الخوري

 

 

في هذا الثغر الأمريكي،

مازال الحظ يجثو على ركبتيه.

 

منذ نصف قرن

والمراهنون يقضون صباحاتهم البائسة

في ترويض الدواب،

ويتوجهون إلى السماء بغبطة مطفأة.

مجرد رخويات تحن إلى

زمن المظليين،

إلى نعيم الإسطبلات المعدة لتخزين الأسلحة.

كلهم ورثة سوء طالع

وتسوس أسنان.

 

كل صباح

يعيدون إشعال فتيل الفرص الماكرة

بلفافات التبغ،

ويصهرون المشاعر الضارية

بقناني النبيذ.

 

 

منذ نصف قرن

وهم يقطعون نفس الشريط

بإيقاع خائر،

بينما المطربة – في عمق الضجيج –

تلملم أطراف حبها القاسي

بمكنسة التوبة،

تحت أنظار جنود المارينز.

 

 

اللصوص

 

دعك منهم الآن،

إنهم يرقصون حول الذبائح

مثل هنود حقيقيين،

ويلوحون بسكاكينهم اللامعة

في غيبة العاصفة.

 

بعد قليل ستجف تحت قواربهم الأنهار

ويتكلس العشب،

وتنحدر طباعهم الكاسرة

إلى طمي السواقي.

 

بعد قليل،

سيعودون إلى الحظائر

محملين بقصص سمجة

ينقصها الألم.

 

 

بلاستيك

 

الوردة التي قطفتها

من بَيْدرِ مهجور،

لم تكن لي

في كتاب الحدائق،

ربما كانت لعابر برارٍ

يعرف كيف يشم هواء كثيرا

دون أن يدمي يديه.

 

 

إيقاع آثم

 

ليس غريبا عنكِ

كل هذا الإيقاع،

كلما انخرطت في الحديث

عن الحب،

مثل بوق إسعاف.

 

في متحف الشمع،

كان غناؤكِ كاسرا،

حتى إنك كنت فرحة

بتكسير الآلات.

 

عند نهاية كل حفل،

كنا نسمع ارتطام المشاعر

على الجادات،

لكنك بقيت مؤمنة

بتهشيم الفراغ

مع ذلك.

 

 

القراصنة

 

بعد كل هذه الحياة،

مازال القراصنة يتوسدون سكاكينهم الصقيلة

في حانات الموانئ،

ويحلمون بتجار افتراضيين.

 

لا أحد كان يفهم طعناتهم الرخوة في الهواء

وهم يتوعدون الأرصفة.

 

لا أحد كان يمد لهم حبال الماضي

كي يغادروا اليابسة

نحو سفنهم الغريقة.

 

 

 

لون

 

بقعة الأسود على القماش

لم تكن خطأ  لونيا

ولا كانت زلة فرشاة.

إنما الحكمة في صرير العظام،

الذي كانت تحدثه الحركات الطائشة

 في اختبار الحواس.

 

 

وجهتا نظر

 

منذ متى فكر هذا الخط المائل

على هواه؟

 

مؤكد أن اليد البارعة

ثبتته بما يليق

بصليب.

 

لا شك أن يدا طارئة

كان لها رأي آخر..

 

 

تعريف

 

أنا العاشق الأبيض،

الذي علمته الأخطاء النبيلة

ألوان الكائنات.

 

 

تمارين الرسام

 

أرسم كوة في لوحة،

كما لو كنت أحفر بابا

في رخام.

 

هي عادة من أضاع شكه

في يقين اللغة.

 

 

أبيض وأسود

 

خبرتي في إهمال الألوان

هي ميراثي الوحيد

من كل الخيانات..

 

لهذا السبب،

صرت لا ألتفت

جهة الأَسِرَّة الملونة.

 

 

بين ظلين

 

( ... )

ثم كانوا يشقون الصخر

مثل عبيد سومريين،

بينما الكهنة

يجففون عرقهم

تحت شمس ميتة..

 

 

بروليتاريا

 

على ظهورهم ارتفعت المدن نحو الغيم،

آباؤنا الرائعون

الذين ماتوا،

مثل بغال وطنيين،

في سفوح الألم.

 

 

سوء طالع

 

منذ سنين وأنا أنتظر السعادة

بذراعين مفتوحين.

ولما جاءت

كنت غائبا.

 

 

أعياد وأعياد

 

مجرد تمرين على الكبر،

هذا الذي نسميه أعياد ميلاد،

بينما الحياة تعيد تشذيب طفولتها

عند نهاية السهرة.

 

 

شاعر ورسام مغربي، الرباط

aziz.azrhai@gmail.com

 

 

عن كيكا



التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads