ليسَ اسمُهُ أحْمَدَ
أعرِفُ أنَّ الثروَةَ هبطتْ مُتأخرةً عليَّ
لكنَّها جاءتْ
ومُنذُ الآنَ أعلنُ أنَّنِي :
أتاجرُ في الصَّمْتِ
أتاجرُ في الدُّمُوعِ
أبيعُ العَتَمَةَ ولا أتقاضَى فائضَ رِبحٍ
أبيعُ النَّوْمَ لمنْ في رُؤُوسِهِم مصَابيحُ لا تنْطَفِىءُ
لكنَّنِي أكَفِّنُ الهَزَائمَ
وأحرقُ جُثثَ الذكرياتِ بسِعرٍ زَهيدٍ ؛
لأساعدَ العُشَّاقَ في النسْيَانِ
وسَرِقَةِ أرواحِهم إنْ أرادُوا .
أقرِضُ النصرَ
لمن يلتقُونَ أمَلًا في البرَارِي
أقايضُ العُزْلاتِ باليقينِ
لمن فقدُوا أسنانَهُم في البراكينِ
ولمنْ غرقتْ سفائنُهُم في الزلازلِ
ولمْ يعرفُوا أينَ يسْكُنُ نُوح ؟
لا رِبَا ولا فِصَالَ ولازيادَةَ في السِعْرِ
حتَّى ونحنُ نبيعُ مياهَ الملَامْ .
ونُعطِي لأصحابِ الفيلِ تخفيضًا
كيْ لايهدمُوا كعبةَ الحُبِّ ثانيةً
أتاجرُ في تُرابِ المقابرِ ؛
كي أخَفِّف عن الموتَى التذكُّرَ
وعنْ طُيورِ البرَارِي النوَاح
وليس للرهْنِ مكانٌ فِي الدكَاكِينِ
وأيضًا ليسَ للحُبِّ رَفٌّ
لأنَّ الذي يبيعُ الحُبَّ فِي السُّوقِ
ليسَ اسمُهُ أحْمَدُ .
القاهرة
5 من ديسمبر 2014 ميلادية