هل كان العالمُ في حاجة إلى شاعر ؟!
تقول الأوراقُ إنني ولدتُ في هذا اليوم .. لكن الشجرة تدَّعي أنني ما زلتُ نُسغا يتلكأ بين الغصن وبين الجذور .. البحرُ أيضا يؤكد أنني محضُ محارةٍ عمياءَ لفظها الموج للشط.. السحابةُ بخبثها القروي الذي اعتدته تدّعي أنني ابنها، ثمرةُ علاقة آثمة افترشتها في حضن نيزك صغير.. السلحفاةُ رفعتْ عقيرتها وهمهمتْ: أنا التي علمتك كيف تجري بكلِّ هذا البطء.. "نساءُ الشُّرفات" عضضنَ أظافرهنّ وصرخنَ: ألقمناكَ ثدى النّدى.. وثَّقْنَ خجلكَ في محبرة الليل .. السيِّدةُ المبجلةُ القصيدةُ بدورها انتحلتْ سمتَ العرَّافة، أقسمت أنني ما زلت طفلا ألهو فوق ظهر الكلام..
إذن .. من منكم يشهد أنني ولدتُ في هذا اليوم
أنني -على الأقل- كنت شاهدا على هذه الحياة ؟!