أبي
شقيقاتي الثلاث
لم يعرفنني
جئت متأخرا دقيقتين
جئت متأخرا هاويتين
ولم يعرفنني
جلبت لهن الحجر الذي كنا نكسر به زجاج الذكريات
رغم سماكته .
كشفت لهن عن الندبة ،
عن خوفي من الزيت
كلما أرادت أمي أن تدلك مكانها.
عن صراخ جدتي لما رأتني
مختبئا ، أقطع بالسكين موضع الندبة من الجلد .
فتحت لهن كلتا يديّ عن آخرهما ؛ وحين طارت الحمامات وحلقت ، لم يشموا رائحة أعشاشها ، ولم يتعرفوا على ريشها المتساقط في فناء منزلنا .
أسألهن يا أبي
هذا الماء الذي يجري في أنبوب الكلمات ،
لماذا يصل قطرة قطرة إلى فمي ولا يتدفق ؟
أسألهن عن الجدار الذي سقط ولم ينكسر الأنبوب !
عن الحزن الذي انتزع نفسه قبل أن يهوي مع الجدار
عن أخي الذي قال عنه الطبيب العراقي هو مصاب بانفصام الشخصية .
أنت الأب الخبير بآثار الأرض على أقدامك
لم تصل متأخرا يوما ما .
لكنني أنا الواحد الذي جئت متعددا .
جئت متعددا ، ولم أزح القشرة عن بصلتي ، ولا النواة عن تمرتي .