من رباعيّات صلاح فائق الثانية
الى نوري الجر ّاح , الرفيقُ والشاعر
*
كنتً راكب دراجةٍ في طفولتي , لم اتخلصْ من شروط ابي
حولَ هذه المتعة الهوائية : اشتريتُها لكَ لتثبتَ لي نجاحك
بمعدلات عالية في الأمتحاناتِ
التي شعرتها اوقاتاً لالتقاء موتى
*
طوقتُ نفسي , منذ فجر اليوم , بالكراسي والكتب
لئلا يراني او يقترب مني احد
اعدّ منذ خمسين ساعة اعمالاً , وظائف واشغالاً
قمتُ بها وقايضتها بالمال : كم كانت رخيصةً سنواتي تلك
*
سوف نعيدُ بناء تماثيلنا الاولى بمعادن قويّة
لنهدمها في ما بعد ـ طريقة لعرضِ موهبتنا
امام شيوخٍ كانوا قادةً وهاهم يبكونَ عند مبنى
لدفع التقاعد الشهري , الذي يتأخرُ دائماً
*
عند حدودٍ بين بلدين , اخفيتُ كل مالي
في منهدة مهاجرة , كانت جميلةً
حدّ اني اشتريتُ لها , من احد الحراس ,
برتقالة مطوقةً بالبرد , ولم تشكرني
*
لا اصحو من منامي الا لأقفز الى طاولةٍ
لأوثّقَ ما رايتُ ـ لا اتخلصُ من صور منبوذين
عند قطارات نفقيّة , وفي كل مرة اضيفُ عليهم ماينقصهم
ليخرجوا من اجسادهم المنفوخة بعزلة الشوارع والازقة
*
الجنونُ في سلّةٍ تحملها ارملةٌ تعدو .
هذا ما يحصلُ عندما يتطلّعُ متطفّلون ,
من نوافذ في رأسي , الى حديقةٍ تندفعُ نحو بركان .
في وقتٍ آخر , سأوضحُ هذا
*
مرة اخرى اسرفُ في وعودٍ لنفسي
تلهمني اشاراتٌ غير مرئيّة الا لي
لكني , بعد اسفارٍ طويلة ,
لا اجدُ اي نهرٍ او بحيرةٍ في طريقي
*
اتحرقُ الى اصدقاء صعاليك وابحثُ عنهم من مدينةٍ الى مدينة
اعثرُ على بعضهم في قارةٍ بعيدة ينبشونَ في مكّباتٍ
تخرجُ سحبٌ كانت مخطوفةً : مشاعري مجازفاتٌ
في كل واحدةٍ سرٌّ اتعرفُ عليهِ لأولِ مرّة