لا أفهمك يا.. عُلَيَّا
(مِن كل أب، مِن كل أم،
مِن كل أخ، مِن كل أخت
منقولش إيه إدتنا مصر
ونقول حَندي إيه لمصر)
تغني عُلَيَّا التونسية
وتدعونا إلى إنكار الذات
من أجل.. مصر
عن نفسي
أعطيتها نحو عامين جندياً مجنداً
الكثيرَ من الدعاء
أن يرحمها الله من بعضِ أبنائها أولاً
أعطيتها اغتراباً طويلَ الأمد عن أرضها
حتى لا أساهم في الزحام
والتموين والصرف الصحي
أعطيتها بنتين وولدين
ينتسبون لها ولي بالدم والمحبة
وفي قلبي
أعطيتها مكاناً لا تبرحه
قرأت تاريخها وحفظت أغانيها الوطنية
مصريون آخرون أعطوها أكثر
دمَهم في الدفاع عنها
قوتَ يومهِم لجمع معونةِ الشتاء
أعمارَهم في الحقول والمصانع
وها نحن في ألفيةٍ خامسة
من تاريخها العريق
وخلفنا مصريون أصبحوا تراباً
في ترابها
من تجفيف مستنقعات الدلتا
إلى مشروع توشكى
ومصر تأبى إلَّا أن.. تأخذ
تأخذ فقط
وعُلَيَّا تأبى إلَّا أن نعطي
نعطي فقط
حتى أعمارنا التي تفنى
في وسائل المواصلات
وفي انتظارنا لها
ولا أحد على وجه التحديد
أو الشجاعة
يعرف أو يقول
مَن هي مصر التي
علينا أن نعطيها دائماً
ولا نأخذ شيئاً
كأن تعطينا مثلاً
قطعةَ أرضٍ مجانية من أرضها الواسعة
فنحن أيضاً.. مصريون
مثل مصريين يجلسون على حِجرها
وتعطيهم بمئاتِ الأفدنة من أرضها الواسعة
تعطيهم قصوراً وفللاً وشرم الشيخ
وسياراتٍ فارهة
وعيشاً لا يُعكِّره الذباب
وأعلم...
أنَّ عُلَيَّا التونسية
طيبةُ القلب ودعوتُها صادقة
لكنها ربما.. لا تعلم
أنَّ مصر مُغتصبة
من بعض أبنائها
هؤلاء الَّذين يأخذون كلَّ شيء
ولا يعطون شيئاً لمصر
ولا يعطون شيئاً...
... لأبنائها.
مِن كل أخ، مِن كل أخت
منقولش إيه إدتنا مصر
ونقول حَندي إيه لمصر)
تغني عُلَيَّا التونسية
وتدعونا إلى إنكار الذات
من أجل.. مصر
عن نفسي
أعطيتها نحو عامين جندياً مجنداً
الكثيرَ من الدعاء
أن يرحمها الله من بعضِ أبنائها أولاً
أعطيتها اغتراباً طويلَ الأمد عن أرضها
حتى لا أساهم في الزحام
والتموين والصرف الصحي
أعطيتها بنتين وولدين
ينتسبون لها ولي بالدم والمحبة
وفي قلبي
أعطيتها مكاناً لا تبرحه
قرأت تاريخها وحفظت أغانيها الوطنية
مصريون آخرون أعطوها أكثر
دمَهم في الدفاع عنها
قوتَ يومهِم لجمع معونةِ الشتاء
أعمارَهم في الحقول والمصانع
وها نحن في ألفيةٍ خامسة
من تاريخها العريق
وخلفنا مصريون أصبحوا تراباً
في ترابها
من تجفيف مستنقعات الدلتا
إلى مشروع توشكى
ومصر تأبى إلَّا أن.. تأخذ
تأخذ فقط
وعُلَيَّا تأبى إلَّا أن نعطي
نعطي فقط
حتى أعمارنا التي تفنى
في وسائل المواصلات
وفي انتظارنا لها
ولا أحد على وجه التحديد
أو الشجاعة
يعرف أو يقول
مَن هي مصر التي
علينا أن نعطيها دائماً
ولا نأخذ شيئاً
كأن تعطينا مثلاً
قطعةَ أرضٍ مجانية من أرضها الواسعة
فنحن أيضاً.. مصريون
مثل مصريين يجلسون على حِجرها
وتعطيهم بمئاتِ الأفدنة من أرضها الواسعة
تعطيهم قصوراً وفللاً وشرم الشيخ
وسياراتٍ فارهة
وعيشاً لا يُعكِّره الذباب
وأعلم...
أنَّ عُلَيَّا التونسية
طيبةُ القلب ودعوتُها صادقة
لكنها ربما.. لا تعلم
أنَّ مصر مُغتصبة
من بعض أبنائها
هؤلاء الَّذين يأخذون كلَّ شيء
ولا يعطون شيئاً لمصر
ولا يعطون شيئاً...
... لأبنائها.
إبراهيم المصري ـ من كتاب (مترو الأنفاق ـ نصوص مصرية 2013)
