الرئيسية » » منها | علي محمود طه

منها | علي محمود طه

Written By Unknown on السبت، 28 سبتمبر 2013 | سبتمبر 28, 2013

منها





وحيدة !و يحي! بلا راحة ما بين موج طاغيات قواه
تجري بي الفلك كأرجوحة حيرى بأقيانوس هذي الحياه
أبحث عنه ، و سدى ما أرى أين حبيبي ؟ أين سارت خطاه ؟
لم يهدني نجم إليه ، و لم يبسم لي الحظّ فألقى سناه
و ليس لي من موجة برّة تحملني في إثره كي أراه
من شاطئ الرّاحة لم يدن بي إليه أفق لا يرى منتهاه !
هناك في الشّاطئ وا فرحتا أعزّ إنسان صفا لي هواه
منتظرا لي ، شاخصا ، باسما تشير بالآمال لي راحتاه
لكنهما هيهات ، كيف السّرى و أين من عصف الرّياح النّجاه ؟
أصار حتما أن يرى زورقي محطّما قد مال بي جانباه ؟
و هل فضاء البحر أو غوره مهما تناءى و ارتمت لجتاه
يكفي مداه أن توارى به جميع آلامي ؟ أيكفي مداه ؟
***
نمت زهرة في غضون الخريف كحلم من الماء و الخضرة
كزنبقة في زهى حلّة ربيعيّة الوشي محمّرة
تبثّ المراعي نورا يشفّ و يجلو الطّهارة في النّظرة
كأنّي بها قدحا مترعا به مزج السمّ بالخمرة
لها وهج الحبّ في قبلة على شفة شبه مفترّة
ألا أنّها هي بقيا الهوى و آخر ما فيه من نضرة
ألا أنّها هي صهباؤه و آخر ما فيه قطرة
تميت و تحيي فيا للحياة و الموت إلفين في زهرة !
***
إن أنا قاومت هياج العباب مصطرعا و الأفق داجي السّحاب
و لم تدع كفّي إلى زورقي زمامه حرا و خضت الصّعاب
فسوف يلقيه خفيّ القضا محطّما فوق الصّخور الصّلاب
و إنّ أقوى ساعد عاجز أن يمسك المجداف دون اضطراب
إن عاند الأمواج فهو الذي يحفر في اليمّ حفير التّباب
وهو الذي يسعى إلى حتفه في هوّة مغفورة في العباب
فليلق بالمجداف من كفّه و ليترك الموج طليق الرّغاب
و ليمض بالزورق ما يشتهي إلى القضاء الحتم دون ارتياب
و ليبتلعه الموج في جوفه فلا مفرّ اليوم ممّا أصاب
طال كفاحي ، و يح نفسي فما طول كفاحي غير طول العذاب !
***
أطلّ الخريف بأعقاب ليل دجيّ الظّلام بكيّ السّحب
و آخر ما في الرّبى زهرة عداها من الصّيف وقد اللّهب
غدت وحدها أديم عفا من النّور و الورقات و القشب
كحارسة الميت ليست تريم مكانا به وقفت تضطرب
تساقط من حولها أدمعا غصون تطالعها عن كثب
جرى الغيث ، من ورقات بها إلى أخر شاحبات ، صبب
تحدّر مختنقا فوقها بلا نبأة قطره المنسكب
فيا من لها زهرة الجورجين من الزّائر الحائر المقترب ؟!
جناح لآخر ما في الفراش من رحمة بقيت أو حدب
مضى الصّيف و انقطعت إثره أغاريد كنّ مثار الطّرب
نأى طيرها عانيا و اختفى غرام أتى ..و غرام ذهب..!
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads