الرئيسية » » بين الحب و الحرب | علي محمود طه

بين الحب و الحرب | علي محمود طه

Written By Unknown on السبت، 28 سبتمبر 2013 | سبتمبر 28, 2013

بين الحب و الحرب
 
بعد خمس جئتني يا ذكرياتي و الأماني بين موت و حياة
بعد خمس يا لها في السّنوات حملت كلّ ذنوب الكائنات
صاح فيها زحل بالظّلمات فطوت نجمي و سدّت طرقاتي
و رمت شملي ببين و شتات و الصّبا نشوان و الحبّ مؤاتي
أرجعي لي بعض أحلامي ، و هاتي صفوا أنغامي ، و ردّي صدحاتي
حدّثي ليلة خضنا الأبيضا في سكون خفته أن ينبضا
و دجي كالسّخط من بعد الرضى قد دعونا نجمه أن يغمضا
جثم الرّعب عليه فنضا لججا سودا و ظلا مقبضا
كلأذما عود ثقاب أومضا دفع النّيل و أرغى و مضى
ينذر الرّكب فماجوا ركّضا و ادّعى منهم خبيث عرّضا
أن نجما هتلريا مغرضا شعّ نارا و توارى في الفضا
ذكريات كيف أقبلت إليّا ؟ كيف جزت البرّ و البحر القصيّا ؟
كيف خضت الكون لجّا دمويّا و شولظا طاغي النّار عتيّا ؟
ذكرياتي جدّدي هذا الرويّا و ابعثيه نغما عذبا شجيّا
ما عجيب أن تردّيه عليّا بل عجيب أنني لا زلت حيّا
أتلقاك و كأسي في يديّا و نشيدي ضارع في شفتيّا
طاف بي شاديك يدعوني مليّا : أيّها الملاح حان الوقت هيّا ؟
حان أن ننشر خفّاق الشّراع يا سفيني ويك ! هيّا ! لا تراعي
قد تدانى البحر من بعد امتناع و غدت فينيسيا قيد ذراع
هذه الجنّة ، يا ويح الأفاعي! نقثت في زهرها سمّ الخداع !!
ىه دعني من أحاديث الصّراع ضاع عمري ! ويح للعمر المضّاع
فالتمس نهزة حبّ و متاع تحت أفق صادح صافي الشّعاع
يا شراعي طف بهاتيك البقاع و تهيّأ للقاء و وداع !
أيّها البحر ! سفيني ما عراها ؟ رنّحتها نبأة رقّ صداها
أو حقّا قربت من منتهاها هذه المحنة و انجاب دجاها ؟
أغدا تستقبل الدّنيا مناها حرّة تشدو بمكنون هواها ؟
و أرى حرّيّة عزّ حماها لأم يضع عقباه من مات فداها ؟
أيها الشّرق ! تأمل !! أتراها ؟ أنت من داراتها أين سناها؟
ذدت عنها و تقدّمت خطاها يوم قالوا : خسر الحرب فتاها !
أيّ بشرى زفّها أرخم لحن ؟ من تراه ذلك الطّيف المغنّي ؟
مسّ قلبي صوته إذ مسّ أذني ألحبّ ، أم لسلم ، أم تمنّي ؟
يا بشير السّلم لا يذبك ظنّي أنا ظمآن إلى الشّدو فزدني
عبرت بي الخمس في صمت و حزن أيّ خمس بعدها تمتدّ سنّي؟
صاح قلبي إن تدعني لست منّي إفتح الباب و نحّ القيد عنّي
آه دعني أبصر العالم دعني قد سئمت اليوم أرضي سجني !
ما ثوائي من مكان ما ثوائي ! هو ذا الفجر فهبّوا أصدقائي !
إفتحوا نافذتي عبر الفضاء إفتحوها لأرى لون السّماء
في ظلال السّلم أو نور الصّفاء حنّ قيثاري لشعري و غنائي
فانشدوني بين أمواج الضّياء و انشدوا فوق البحيرات لقائي
لا تقوقوا كيف يشكو من بقاء شاعر في موطن خالي الرّواء؟
قد ظلمتم دعوتي أصدقائي و جهلتم ما حياة الشّغراء !!
يا ابنة الأيزار حيّيت ، سلاما و غراما ، لا عتابا لا ملاما
هذه الحرب التي راعت ضراما شبّها طاغ بواديك أقاما
ذقت الغربة و جدا و سقاما أتراها لم تطب مصر مقاما ؟
مصر كانت لمحبّيها دواما لم تضع عهدا و لم تخفر ذماما
فاذكري في الغد أحبابا كراما إن ألمّت بك ذكراها لماما
و اذكري بعض لياليها القدامى في ضفاف حملت عنك الهياما
في ضفاف كلّ ما فيها جميل تنبت الحبّ و تنمي و تنيل
يخطر الفجر عليها و الأصيل بين صفصاف و حور و نخيل
يد هاتور على كلّ جميل تنشر النّوار في كلّ سبيل
و أوزيس على الشّط الظّليل يعصر الخمر و يسقي السّلسبيل
هذه مصر ديارا و قبيل ! ألها في هذه الدّنيا مثيل ؟
عجبا لي ، و عجيب ما أقول ! كيف يدعوني غدا عنها الرّحيل ؟!
 
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads