الرئيسية » » نار و نار | علي محمود طه

نار و نار | علي محمود طه

Written By Unknown on السبت، 28 سبتمبر 2013 | سبتمبر 28, 2013

نار و نار
 



حبيبة قلبي هي النّار لا تشبّي لظاها و لا تستثيري
دعيها و لا توقظي جمرها فما النّار أحنى من الزّمهرير
فدى راحتيك فؤاد يلذّ له في هواك عذاب السّعير
أنيليهما دفء ثغري الحنون و صونيهما رحمة من زفيري !
***
قسى البرد ! كيف ؟ أيقسو عليك ؟ و وا عجبا كيف يرضى المساء
و كم جئته بأرقّ الغناء و أشرقت فيه بوحي السّماء
أ أختاه ! أيّ عذاب طغى عليك ، و أيّ ضنى أو شقاء
ضرعت إليك فلا تسلمي و دائعنا للرّدى و العفاء !
***
هما هنّ بعض مداد جرى و لا هنّ أختاه بعض الورق
و لكنّهنّ شغاف الفؤاد و ذوب السّواد و نور الحدق
و أحلام دنيا و أشواقها لروحين بعد الضّنى و الرّهق
أفاءا إلى أيكة ينظران جمال المساء و سحر الشّفق !
***
أحسّ بقلبك لذع الأسى وفي و جنتيك لهيب الدّموع
و اسمع صيحة ميتقتل يصارعه اليأس بين الضّلوع
و المح جانب المصطلى و جوها زواها الأسى و الخشوع
محدّقة فيه ، محنيّة عليه ، و يا للّظى كم يروع !
***
لهنّ لياليك أو ذكرياتـ ـي جئن بأجنحة من ضياء
تسمّعن صوتك تحت الظّلام فجبن الثّرى و طوين الفضاء
تمسّح كفذيك راحاتهنّ على قبل من شفه ظماء
و سكبن في أذنيك الدّعاء و في قلبك الغضّ نور الرّجاء
***
ألا يا عرائس وادي الخيال بآلهة الرّحمة المنصفه
ألا أدفعن هذا الرّدى المشرئبّ و أمسكن هذي اليد المضعفه
و انقذن هذا الغرام الشّهيد فقد كادت النّار أن تلقفه
رسائل ، أنبل ما سطّرت يد الحبّ أو ردّدته شفه !
و صنّ أزاهر ما نوّرت بهنّ الغصون لغير الشّفاه
و لا نسمت غير روح الهوى و لا غير أنفاسه أو شذاه
أزاهرهنّ رؤى ليلة هي العمر أو هي كلّ الحياه
تمثّلها في الحبّ في باقة إلهيّة جمعتها يداه
***
ألا يا عرائس وادي الخيال ألا ابعثن روح الرّضى و السّلام
ألا احكمن بيني و بين التي تثور بعاشقها المستهام
تفارقه و تطيل الفراق و تسأله أين عهد الغرام
فإن قال :ضيّعته ، أسرعت إلى النّار توقظ فيها الضّرام
***
ألا يا عرائس هلا استمعت لأختي ربّة هذا القصيد !
أغرّد روح بهذا الصّفاء وردّد قلب كهذا النّشيد !
يقول: أنا الحبّ لا تلق بي إلى النّار إنّي قويّ شديد
و ما أنا بعض رماد لها و لا أنا بعض حطام بديد
أنا الجوهر الفرد لا ماستي تذوب ، و لا نورها ينفذ
منحت الخلود و أعطيته لمن يلهم الشّعر و ينشد
تخرّ العروش و تهوي الشّموس و لي عرشي الخالد الأبّد
هو القلب أعظم ما صوّرت يد الله ما نازعتها يد
***
ألا يا عرائس وادي الخيال ألا قرّبي يدها قرّبي
حبيبة قلبي نسيت النّوى و دعوى البريئة و المذنب
و أنسيت حتى كأنّ لم يكن على الأمس ما كان أو مرّ بي !
حديث القصاصة ردّ هوى لقلبي ، فشبّيه أو ألهبي !!
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads