من وحي الجسد
كم ليلة حمراء خلت ظلامها | يد مارد سلّت خضيب حسام |
و كأنّ كلّ سحابة في أفقها | شبح الخطيئة فوق عرض دامي |
و كأنّ أنجمها نوافذ حانة | شرب الدّخان بها بريق الجام |
و كأنّ أنوار المدينة تحتها | سرج الغواية في طريق حرام |
همد الهواء بها فجهد حراكه | هبوات نار في نفيث قتام |
و كأنّما اختنق الفضاء فكلّ ما | فيه صريع أو وشيك حمام |
ألفيتني جسدا تسارق روحه | قبل عواصف ضرّجت بأثام |
أجتاحها ة أضجّ من لذعاتها | فكأنّها بدمي نقيع سمام |
و على يدي مسمورة مخمورة | ألتذّ كالمقرور حرّ ضرام |
متضائل الأفكار مهدور القوى | متزايل الأهواء و الأحلام |
هي من ترى ؟ هي هنّ ، هنّ جواذبي | بأنيق ثوب أو رشيق قوام |
الشّاردات العائدات من الضّحى | الطّاردات وراء كلّ ظلام |
هنّ اللواتي إن صحوت فأنّني | منهنّ طالب مهرب و سلام |
أخمدت فوق شفاههنّ شبيبتي | و ذبحت بين عيونهنّ غرامي ! |