يا دولة من بقايا الظلم طاف بها
يا دولة من بقايا الظلم طاف بها | عادي الفناء فأمسى نجمها غربا |
زولي فما كنت إلا غمرة ً كشفت | عن النفوس وإلا مأتماً حجبا |
زولي إلى مغرقٍ في البعد منقطعٍ | لا يستطيع له مستعتبٌ طلبا |
عناية الله لا تبقي على دولٍ | يلقى الخلائق منها الويل والحربا |
ترى الشعوب عبيداً لا ذمام لها | وتحسب الحق في الدنيا لمن غلبا |
لا بد للشعب والأحداث تأخذه | من غضبة ٍ تفزع الأفلاك والشهبا |
ما أيد الملك واستبقى نضارته | كالرفق والعدل ما داما وما اصطحبا |
ما أضيع التاج يرمي الشعب صاحبه | بالمحفظات ويؤذيه بما كسبا |
يبني المعاقل مغتراً بمنعتها | ويحشد القذف الفوهاء والقضبا |
ويجلب الصافنات الجرد يطربه | صهيلها ويعد الجحفل اللجبا |
حتى إذا انتفضت بالشعب سورته | أذله ما احتوى منها وما جلبا |
أهي الشعوب تسوس الأرض أم نعمٌ | يسوسها النحر لا يرجو لها عقبا |
اليوم ينعم بالأوطان مغتربٌ | ما هزه الشوق إلا أن وانتحبا |
يفرق النفس في شتى مفرقه | من البقاع ويطوي العيش مرتقبا |
ورب ناشئة ٍ في الحي باكية ٍ | أخاً ترامت به أيدي النوى وأبا |
مهلاً فما ثم للباكين من شجنٍ | زال الشقاء وأمسى الضر قد ذهبا |
يا منهض الملك إذ ريعت لكبوته | نفوسنا ومجير الشعب إذ نكبا |
أدركت من مجده ما كان مستلباً | وصنت من عزه ما كان منتهبا |
إن الجماهير في الآفاق هاتفة ٌ | تثني عليك وترجو عندك القربا |
جزاك ربك خيراً إنها ليدٌ | من ظن أن سوف يجزيها فقد كذبا |