الرئيسية » » اللأّ قصيدة | يوسف رزوقة

اللأّ قصيدة | يوسف رزوقة

Written By غير معرف on الاثنين، 5 أغسطس 2013 | أغسطس 05, 2013


اللأّ قصيدة

هو كل هولاكو يعود
بكل ما في الريح من عقد، يعود
وليس هولاكو على أرض الحقيقة والمجاز
سوى هذا الذي صيغت ملامحه الشديدة من نسائم شارع
سرعان ما يفضي إلى وكر الطغاة

في البدء كان
ولم يكن غول المغول
قبالة الآلاف من نظرائه الجدد، الأشدّ ضراوة وعداوة
ضدّ المكان وأهله
بل لم يكن إلاّ الوريث
بموجب المتناقضات
لمن طغى من نسله في هذه الأزمان
تلك سياسة الغربان تمعن في النعيق
لغاية في غابة
ولغاية في غابة
لم يأت هولاكو الجديد
وقد أتى في وقته أو سابقا لأوانه
إلاّ ليترك بصمة
هي وصمة العار
اسألوا كافكا
عن المسخ الذي قد طال هولاكو ومن معه من المتهالكين
على أرائك من دم

ولغاية في غابة
لم يأت هولاكو الجديد
وقد أتى في وقته أو سابقا لأوانه
إلاّ ليلتصق التصاقا مطلقا بمكانه
فإذا أحيل على التّقاعد، فرّ منه إلى...، ليحرقه بحدّ لسانه

… أمّا وقد ضاق المكان
وأفرغت من عمق محتوياتها الأشياء
يلزمنا
لننهض من جديد
موعد ثان مع التّاريخ والجغرافيا

ولأجل أن نحتلّ مرتبة هناك
لنا السّماء بكلّ تلويناتها
ولنا البياض بكلّ تكويناته
ولنا هناك من الرّحيق المرّ ما يدعو إلى حرق المراحل باتّجاه حديقة الحيوان
- هذا إن تواضعت الوحوش ورحّبت بالعمي من أمثالنا المتفرّجين-

بكلّ ما في الصّمت من عنف،
أحرّكها السّتائر في محاولة لهتك السّتر، ما أخفاه في اللّيل الجدود
بكلّ ما في الهمس من رعد،
سأدحوها الخريطة كلّها لأعيد ترسيم الحدود بعين طفل في الثمانين امتعاضا من بعوضة عمره
ضاق المكان بأهله
وبجهله ضاق الّذي هو واحد منّا
فأجهش بالبكاء
وفي قرارة نفسه حلم قديم
أن يرى الجشعين من فقرائه سعداء مثل حذائه
من أين أبدأ؟
من هنا
من ذلك الطّفل الّذي لم يأت بعد
ومن يد امرأة تلوّح من بعيد: أن تعالوا أيّها الحمقى

من ألطاف الحمّى
أنّ امرأة في أحسن تقويم
هبّت من بين شقوق الباب
فهاجت، من جهة، ألوان اللّه
وهاج البحر جنوب القلب
ومن جهة لا يعلمها إلاّ الشّيطان
تعالت أصوات
في مدح القائم والمتكسّر من قدّ امرأة
هبّت من بين شقوق الباب
فأزهرت الألوان
إلى حدّ لم تقبله الفرشاة
بحيث عصت أمر الفنّان
فلم تكمل، وهي امرأة في غيرتها،
باقي اللّمسات
ولم تنهض من حيرتها
إلاّ حين التفت الفنّان إلى يده المحمومة
هل تنجو من شرّ أصابعه امرأة في أحسن تقويم
كي تترك للفرشاة مهمّة إتمام امرأة
هبّت في أحسن تقويم
من بين شقوق الباب؟

لمّا تقف امرأة في مفترق الطّرقات
وتبسط كلّ البسط مفاتنها
يتشتّت ذهن اللّون
ويندهش البوليس
ويشرق شيء ما من قاع اللّوحة
أمّا الشّاعر وهو يرى ما لم يره الوندال
فقد أنهى تسييج قصيدته بالشّائك من أسلاك الرّوح
وأومأ للرّومان أن احتشدوا في البهو

لمّا وقفت في مفترق الطّرق امرأة في كامل زينتها
البوليس توقّع وهو يعاين عن بعد ما تفعله في مفترق الطّرق امرأة في كامل زينتها
أن يحدث شيء هامّ
أن يتجمهر شعب من عشّاق محتملين
وأن ينسى رجل ما، في السّبعين خريفا من غده، امرأة هي شوكته الذهبية منذ الألف الأوّل للميلاد
وأن يتقمّص ديك القرية دور المنقذ، منقذها من ورطتها، من وقفتها في كامل زينتها في مفترق الطّرق
لكنّ اللاّفت في الموضوع
وقد وقفت في مفترق الطّرق امرأة في كامل زينتها
خلوّ الشّارع ، حتّى في ساعات الذروة، من حركات المارّة والأشياء
إلى حدّ جعل البوليس يمنّي النّفس بعودة من كانوا أعداء
ليشعر بالمعنى
لكنّ الشّارع خال إلاّ منه
ومن روح امرأة في تمثال
سلبته عصاه
ليشعر وهو يعانقها بالمعنى الآخر لامرأة وقفت في كامل زينتها في مفترق الطّرق
كم كان كثيرا وهو يعانقها عن قرب!

لغاية في غابة

كلّ الوحوش
- لغاية في غابة-
سلكوا طريقا لولبيّا ما عدا الذّئب الجريح
عوى ثلاثا وهو يمضي عكسهم
ليقيم في قلب المدينة
بين تمثالين، من عهد مضى، متواجهين
وكان إنسانا إلى حدّ الشّعور
بأنّ تمثالين، من عهد مضى، متجهّمين
يغادران لأجله وضع الجماد
ويجلسان إليه، مبتسمين
ما أعلى عواء رفاقه المتهافتين على الظّلام
وما ألذ نشيجه، هذا المساء!

لغاية في غابة أيضا عوى الذئب الجريح
فقامت الأشجار تسترضيه : أن عد
غير أنّ الذئب أمعن في العواء ولم يعد



التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads