الرئيسية » » لا أنت أنت و لا أنا | عماد على قطري

لا أنت أنت و لا أنا | عماد على قطري

Written By غير معرف on السبت، 15 يونيو 2013 | يونيو 15, 2013


لا أنت أنت و لا أنا



شعر : عماد على قطري



لا أنت أنت و لا أنا

و النيل ما عاد الأبيّ

و لم تعد شطآن فخر

بعدما رقصت نساء الحيّ

شوقا للخنا

يا أيها النيل الكئيب

من الذي نقش التجهم في المدى

و أعاد بعثرة الغباء على الدنا ؟

من ذا يسوق المتعبين لحتفهم

و يبيع أحلام الصغار بخطبة

و قصيدة

و على المنابر صارخ :

إنّا هنا ؟

من ذا الذي عرّى العفيفة

في الشوارع

و احتمي ببيادة

و نجوم عهر

و السيوف على الجبين ذليلة

تشكو الونا

من ذا الذي سرق البلاد

و شرّد التاريخ

باع صباحنا

للمترفين

الفاسدين

و من زنا ؟

فجر البلاد ملطخ

بدماء ورد

غالهم سيف الحقود

و ثلّة الطغيان

و الصنم التليد

و من أباحوا ذبحنا

لا أنت أنت و لا أنا

حتى الطيور تشرّدت

ما ضمها وطن الإياب

و لا الفضاء

و لا الحقول

و خلفها ظل المساء قد انحنى

لا أنت أنت و لا أنا

و الظل في الركن القصيّ مهلهل

ما تاق يوما للسنا

و النور ما زفّ الصباح إلى الدجى

أو ساق فجرا للمنى

لا أنت أنت و لا أنا  

جاء الربيع

و ما درينا هل أتى بخيول نصر

أم أتى ليسومنا سوء العذاب

و يستبح دماءنا

سرقوا الدماء ندية

و تقاسموا وهم انتصار زائف

و تجمعوا يوم الوعيد

و راقصوا شبح التشرذم و الأنا

سيناء تشكو

و الصعيد مكبّل

بنت المعز ذليلة

و جياع دلتا أعلنت موت الخصوبة

سافروا نحو الغريب

تشردوا

لعنوا البناء

و من بنى

لا تدّعي زيفا

و صدق نبوءة

من ذاق سوط الجوع يدري

و الذي ذاق المرارة عالم

بحقيقة الطغيان

عربد شامخ

هلّا انثنى ؟

هذا قضاؤك شامخ

منح البراءة للصوص

و سافكي دمنا المراق

فهل حلال قتلنا ؟

أم ذا القضاء من السّفاح ؟

من الزنا ؟

هذا قضاؤك عاهر

لا تغضبي

العهر يغضب إن أشبه طهره

بقضائك المفضوح

يهزأ بالدماء

يبيعنا للأبعدين من الطغاة

و من دنا

دمنا يباع بلحظة

و المشترون العاهرون

تفاخروا

قصوا الشريط

تراقصوا

غنّوا بلادي

يا بلادي

و انتشوا

شربوا افتخارا نخبنا

يا مصر

يا وطني المضيّع لم ننم

سنزف آلاف الشموس

بعزة

نمحو الغباء

و كل طغيان العتاة

و من تدثّر بالفنا

ما زلت أؤمن بالإله نصيرنا

حكم ... كبير ... عادل

يأبى الظّلوم

و لم يزل رب كريم منعم

يحمي الديار

و نوره هدي لنا


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads