لا أنت أنت و لا أنا
شعر : عماد على قطري
لا أنت أنت و لا أنا
و النيل ما عاد الأبيّ
و لم تعد شطآن فخر
بعدما رقصت نساء الحيّ
شوقا للخنا
يا أيها النيل الكئيب
من الذي نقش التجهم في المدى
و أعاد بعثرة الغباء على الدنا ؟
من ذا يسوق المتعبين لحتفهم
و يبيع أحلام الصغار بخطبة
و قصيدة
و على المنابر صارخ :
إنّا هنا ؟
من ذا الذي عرّى العفيفة
في الشوارع
و احتمي ببيادة
و نجوم عهر
و السيوف على الجبين ذليلة
تشكو الونا
من ذا الذي سرق البلاد
و شرّد التاريخ
باع صباحنا
للمترفين
الفاسدين
و من زنا ؟
فجر البلاد ملطخ
بدماء ورد
غالهم سيف الحقود
و ثلّة الطغيان
و الصنم التليد
و من أباحوا ذبحنا
لا أنت أنت و لا أنا
حتى الطيور تشرّدت
ما ضمها وطن الإياب
و لا الفضاء
و لا الحقول
و خلفها ظل المساء قد انحنى
لا أنت أنت و لا أنا
و الظل في الركن القصيّ مهلهل
ما تاق يوما للسنا
و النور ما زفّ الصباح إلى الدجى
أو ساق فجرا للمنى
لا أنت أنت و لا أنا
جاء الربيع
و ما درينا هل أتى بخيول نصر
أم أتى ليسومنا سوء العذاب
و يستبح دماءنا
سرقوا الدماء ندية
و تقاسموا وهم انتصار زائف
و تجمعوا يوم الوعيد
و راقصوا شبح التشرذم و الأنا
سيناء تشكو
و الصعيد مكبّل
بنت المعز ذليلة
و جياع دلتا أعلنت موت الخصوبة
سافروا نحو الغريب
تشردوا
لعنوا البناء
و من بنى
لا تدّعي زيفا
و صدق نبوءة
من ذاق سوط الجوع يدري
و الذي ذاق المرارة عالم
بحقيقة الطغيان
عربد شامخ
هلّا انثنى ؟
هذا قضاؤك شامخ
منح البراءة للصوص
و سافكي دمنا المراق
فهل حلال قتلنا ؟
أم ذا القضاء من السّفاح ؟
من الزنا ؟
هذا قضاؤك عاهر
لا تغضبي
العهر يغضب إن أشبه طهره
بقضائك المفضوح
يهزأ بالدماء
يبيعنا للأبعدين من الطغاة
و من دنا
دمنا يباع بلحظة
و المشترون العاهرون
تفاخروا
قصوا الشريط
تراقصوا
غنّوا بلادي
يا بلادي
و انتشوا
شربوا افتخارا نخبنا
يا مصر
يا وطني المضيّع لم ننم
سنزف آلاف الشموس
بعزة
نمحو الغباء
و كل طغيان العتاة
و من تدثّر بالفنا
ما زلت أؤمن بالإله نصيرنا
حكم ... كبير ... عادل
يأبى الظّلوم
و لم يزل رب كريم منعم
يحمي الديار
و نوره هدي لنا