الرئيسية » , » عثرة بين نجمتين | سيزار باييخو | ترجمة أماني لازار

عثرة بين نجمتين | سيزار باييخو | ترجمة أماني لازار

Written By غير معرف on السبت، 15 يونيو 2013 | يونيو 15, 2013



” إلى شريف زهيري”
هناك أناس بائسون جداً، حتى أنهم لا يملكون
 جسداً، شعرهم قليل،
وعيهم محزن، ضئيل، مغلول،
سلوكهم، نبيل،
لا تبحث عني، السلوان الضاري،
يبدو كما لو أنهم يأتون من الهواء، ليزيدونه تنهدات روحية،
 لتسمع
تلمظات مرحة على سقوف حلوقهم!
يغادرون جلدهم، مخربشين التابوت الحجري الذي
ولدوا فيه
ويتسلقون موتهم ساعة فساعة
ويسقطون، على امتداد أبجديتهم المتجمدة، نحو الأرض.
الكثير الكثير من الشفقة! القليل القليل من الشفقة! الشفقة لأجلهم!
شفقة في غرفتي، أسمعهم و الكؤوس ملأى!
شفقة في زوري، عندما يشترون البذل!
شفقة من أجل بذاءتي الطاهرة، في حثالتهم المجتمعة!
يكون المحبوب آذان سانشيز،
المحبوب هم الناس الذين يجلسون،
المحبوب الرجل المجهول وزوجته،
رفيقي بأكمام، رقبة وعيون!
المحبوب يكون من عنده بق،
من يرتدي حذاء مثقوباً في الجو الماطر،
من يسهر على القربان المقدس برفقة شمعدانين،
من يعلق إصبعه في باب،
 من ليس لديه أعياد ميلاد،
من خسر ظله في حريق،
الحيوان، من يبدو مثل ببغاء،
من يبدو كرجل، الرجل الفقير الغني،
الرجل الشديد البؤس، الرجل الأشد بؤساً!
يكون المحبوب
الجائع أو العطشان، لكن ليس  لديه ما يكفي
من جوع ليروي به كل عطشه،
ولا من عطش يشبع به كل جوعه!
المحبوب يكون من يعمل باليوم، بالشهر، بالساعة،
من يتعرق ألماً أو عاراً،
الشخص الذي يمضي، من تلقاء نفسه، إلى السينما،
من يفي بما ليس يملكه،
من ينام على ظهره،
المرء الذي لم يعد يتذكر طفولته، يكون  المحبوب
الأصلع بدون قبعه،
نفس الرجل بدون لحية،
اللص بدون أزهار،
من يرتدي  ساعة ورأى الله،
الرجل الذي امتلك شرفاً واحداً ولم يمت!
يكون المحبوب الطفل، الذي يسقط ويستمر بالبكاء
والرجل الذي سقط ولم يعد يبكي!
الكثير الكثير من الشفقة! القليل القليل من الشفقة! الشفقة لأجلهم!
سيزار باييخو شاعر بيروفي (1892-1938)
اقتبس عن هذه القصيدة الفيلم السويدي أغاني من الطابق الثاني للمخرج  روي اندرسون.
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads