يوميات من العراق
مدينه
كل مساء تنسحب المدينه ثكلى
بعد صراع عسير مع الموت وزبانيته
الى حضن النهر الازلي
لائذه بضفته الشعثاء
لوذ الحمائم بين الطين والماء
بعد ان ودعت بدموع حرى
عشاقها واحبتها
وقد تحولوا الى مزق او شلاء
النهر
هاهو دجله
النهر الازلي الذي احبته الالهه
وشيدت بجواره المعابد و الهياكل والزقورات
هاهو يغور وينضب
حتى تعرت ضفتاه
وهزلت مناكبه
وبانت صخوره الناتئه
غادرته الشرائع و الاشرعه
وهجرته طيور النوارس
ولقالق الماء
وطفت على سطحه الاسماك الميته والجثث
الموت
منذ تسع من السنوات
والموت يتناسل في كل مدينه او قصبه
يتناسل كالاخطبوط
ونحن لما نزل عند العتبه
والناس تقدم الاضحيات
تلو الاضحيات
جثثا مقطوعه الرقبه
السبي
جثث المغدورين بلارؤوس
الرؤوس ليست مع الجثث
لقد اخذها الذباحون
ولكن الى اين
ربما اخذت لسبي جديد
فلكل زمان حجاج او يزيد
الرحيل
المغدورون رحلوا بغته
بلا حقائب
بلا رغائب
بلا توديع
بلا تشهد
بلا تهجد
بلا ترتيل
بلا تقبيل
بلا تغسيل
لقد اخذوا على حين غره
فاغتسلت الجثه بالجثه
المتحاربون
كل مساء يلتقون
مرتزقه ويانكيون
ساسه ومزيفون
عرب ومستعربون
تكفيرون وقاعديون
زنادقه وقديسيون
اثنيون وزعماء طوائف
يلتقون على نفس الطاوله
يتبادلون الانخاب والابتسامات الماكره
ويحتربون كالضباع على الاسلاب والفطائس
بينما الذئب يأتي ويذهب
مغتبطا بالفرائس
ومغتبطا بتعاستنا
لكأن الدماء تسيل من اشداقهم واظافرهم في الاواني المنمقه
انهم لايحتسون النبيذ
انما يحتسون الدماء المعتقه
عدنان وهيب، شاعر من العراق مقيم في عمان منذ عام 2005
بكالوريوس هندسه من جامعه بغداد 1980
بكالوريوس لغه المانيه من جامعه بغداد/كليه اللغات 2005
طالب ماجستير حاليا