الرئيسية » » محمد عريقات: كالإسكملة والسريرِ، مثل باقي الأثاث

محمد عريقات: كالإسكملة والسريرِ، مثل باقي الأثاث

Written By غير معرف on الخميس، 21 فبراير 2013 | فبراير 21, 2013

محمد عريقات:
كالإسكملة والسريرِ، مثل باقي الأثاث






كأيّ قطعةِ أثاثٍ
تمرُّ عنها يدُها
يتطايرُ الغبارُ حولَ رأسي
ألهذا الحدِّ من التلاشي
تماهيتُ مع الكنبة؟


عينايَ تجولان في المكان
دون أن تصطدما بشيء
عقربُ الساعةِ اختبأ
في الرملِ الدافئ.
طائِري الأليف حلّق
أعلى من جناحيهِ
واللمبة المتدلّية لم تعد مشنقةً
للظلامِ والفراشات.


أذُني التي اصطاد صمغُها الهدوءَ
تكشُّ ذبابَ صراخِهم/
النافِذة فمُّ الحيِّ الذي يثرثِرُ
من بينِ فكّيهِ النهار
والسيارات النزقَة..


أقرأ عن سجينٍ
تخيّلَ أنَّ القضبانَ ليست سوى
أصابِعهُ العَشَرة
وعن عاقِرٍ تنامُ في القُنِّ مع دجاجاتها
الملونةِ بأحلامِ زوجها..
وبعد كلِّ غيمةٍ يزفرها تثاؤبي
أداعبُ سمكةً وحيدة
وحيدة في زجاجَةٍ مجتثّةٍ من البحر..
كما أجتثُّ ابتسامةً من بلادتي
وأنام.


منذُ عُنُقِ السَّبتِ وحتى ثُمالةِ الخميسِ وأنا أقنعُ وحدتي باصطحابي إلى كرنفالٍ قرأتُهُ في الجريدة/ أو نقوم باستئجارِ غرفةٍ أقلّ رفاهية وأكثر استمالة لشهوتي.. فتنفُذ زجاجة الأسبوع على الفور من موافقتها.. حيثُ تعطنُ العناوينُ.. ويأهلُ الغرفة عامِلٌ وافِدٌ سبقنا في الالتفاتِ إلى العفونةِ في الفرحْ.


لِمَ أبحثُ عن مفرداتٍ أقلّ فخامة
من الشِّعر؟
فظلمةُ شَعركِ قريبة من ريشةِ الطاووس
والورقةِ..
ويدي أكثر جرأة من الموتِ
أمام يدكِ الخجولة المختبِئة
في الفِراءِ كالحياة..
الأني أسدد لكمة بعد كلِّ لقاءٍ
لأقربِ حائطٍ؟
حيثُ أضيّعُ الوقت في اللعبِ
بالخيطِ الناشِزِ
من كنزتِكِ الصوف!
أنا أتغزّلُ في وحدتي الآنَ
فهي صُنعُ غيابِكِ واقترافي.


الأشياء أقربُ من أن أمدّ يدي المقطوعة
نحوها..
يدي التي تطالُ كلَّ أحلامها
باستثناء ساعةِ النبض
يدي التي تشتهي أن ترى في الفراغِ/
مكانها ندبةً
أو خاتم زواج
أو أظافِرَ بحاجةٍ إلى تقليم..
كل تلك التفاصيل تحلمُ بها يدي
أثناء قيلولتها خارجَ يدِك.


في الليلةِ التي سبقت وحدتي هذه.. كنتُ وصديقي وعلبة سجائر واحدة ودمعتينِ على زجاجِ نظارتهِ.. وسائقُ السيارةِ الجهمةِ ونصفُ زجاجة نبيذ وليلٌ يَغطسُ حتى أذنيهِ في الصمتِ وكنتُ أتندّرُ وأقول: - شرابُ الواحِدِ يكفي الثلاثة.. لكن صديقي كان يكثِّفُ حزنهُ ويمسحُ دمعتيهِ عن نظارتهِ بـعيني.. لم نكن نعلمُ أنّا نحيك الذكريات بطريقة فضفاضة ستكون على مقاسِنا ذات يوم.


سوفَ أبكي هذا المساء
رغمَ أني تشاغلتُ عن الوحدة
بكتابةِ قصيدة..
ورغم أني قضيتُ مساءَ الأمس
في لملمة نقودي
من أكثر من بنطالٍ وحقيبة.
ورغمَ عُطلِ المدفأة واهتراءِ السجادةِ
سأبكي
وسأبكي على أشياء كثيرة وقليلة
وسأبكي على الفرح من خرطومِ الماء
وسأبكي على الخيبةِ بدموعٍ
ليست على وجهِ حق.


كأي قطعةِ أثاثٍ
تمرُّ عنها يدًها
يتطايرُ الغبارُ حولَ رأسي
دون أن أسعُلَ
فلا فرق بينَ أنفي
والنقش المحفور
في ترويسةِ السريرْ.




التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads