حَزِينٌ بَعْدَ كلِّ ذَلِكَ. عَلَى آثَارِ الرُّعَاةِ أُشْعِلُ نَارِي؛ مُتَأمِّلاً خُطُوْطَ يَدِي كُلَّمَا اشْتَدَّتْ ظُلمة السَّمَاء عَلَى صَدْرِي. بِيَدَيْنَ تَعْرِفَان جَيَّدَاً عُشْبَ الخُلُوْدِ ؛ أَجْتَثّ حَنِيْني مِنْ جُذُوْرِهِ، وأُلْقِي بِهِ فِي الْبَحْرِ. أَرْكُضُ عَبْرَ الطُّرُقَاْتِ الضَّيِّقَةِ فِي حَيَاتِي ؛ مُتَعَوِّذَاً بِخُرَافَاتِ القَتَلَةِ مِنْ أَجْدَادِي،
المَقْتُوْلِيْنَ سَهْوَاً فِي ظَهَائِرِ أيَّامِهِمْ ؛ وَلَاشَيْءَ سِوَى أَنَّنِي فِعْلاً حَزيْنٌ. شَأْنِيْ، كُلَّ يَوْمٍ هُوَ هَذا العَذَابُ.
تَنْسَحِبُ السَّاعَاتُ مِنْ تَحْتِ أقْدَامِيْ؛
تَنْفَتِحُ الجُرُوْفُ الآهِلَةُ بالْأَمْوَاْتِ؛
أَسْمَعُهُمْ يَنَادونَني،
أَرَاهُمْ يَنْصُبُونَ فِخَاخَهُمْ لِجُثَّتي المُتَدَلِّيَةِ مِنِّي بِالْبَديْهَة؛ حِيْنَ أَكْتَشِفُ أَنَّنِيْ حَيٌّ بالصُّدْفَة.
أُقْنِعُ نَفْسِي بِسَفَالَاتٍ، لا تُقْنِعُ نَفْسَهَا؛
دَرَّاجَاتٌ هَوَائيَّةٌ لِمُلْتَحيْنَ، رَكَضْتُ وراءَهَا حافِيَاً ذَاْتَ يَوْمٍ؛
لِمَنْ هُمْ ــ الآنَ ــ يَتَامَايَ، عَلَى جَاْنِبِ طَريْقِيَ المَحْفُوْفَةِ بالْمَخَالِبِ والسَّكَاكِيْنِ والطُّيُوْرِ الصَّاْمِتَةِ.
وَكَعَاْدَتِي عَلَىْ التَّحْديْقِ فِي الْمِيَاهِ السَّاكِنَةِ؛ أطْرُدُ مِنْ تَحْتِ أَظَافِرِي، أَوْهَامِي الَّتِي أَرْغَمَتْني عَلَى رَفْعِ قبَّعَتي لِلْمَحْذُوْفِ مِنْ حَيَاْتِي.
أَطْرُدُ جَسَديْ مِنْ ظِلَالِ الآخَرِيْنَ كَيْ أغَادِرَهُ أيضَاً نَظِيفَاً، وأَتْرُكَهُ شَجَرِةَ عَزَاْءٍ نَحِيْلَةً لِمَنْ سَوْفَ يَتْبَعونَنِي فِيْ سَدِيْمِ البِدَايَة، فَمَنْ تَبِعْتُهُم أصْبَحوا ــــ عَبْرَ نَوْمِي الطَّوِيْلِ ـــــ جَمَاْداتٍ ؛ مَعَ أنَّني لَاْ أحْتَاجُ للتَّخَفّيْ فِيْ ثِيَابِ مَنْ يشْبُهُوْنّني كَيْ أقْنَعَ ذَاْتِي أنَّني يَتِيْمُ السَّمَاءِ
هُنَا جَرْجَرْتُ سِنِيْنِي دُوْنَ تفْكِيْرٍ طَوِيْلٍ فِيْ مَصِيْري
رُبَّمَا عَجَزَتْ حَوَاسّي عَنِ العَمَلِ فِيْ لَحْظَةٍ مِفْصَلِيَّةٍ ؛ كَاْنَ يَنْبَغِيْ أَنْ أعَفَّرَ وَجْهي فِيْ تُرَابِهَا.
لَكِنَّ الأَكِيْدَ أنَّني عُدْتُ مِنْ هُنَاكَ خَالِيَ الوِفَاْضِ ؛ أَبْحَثُ عَمُوْديَّاً عَنِ التُّفَّاْحَةِ القَدِيْمَةِ
مُتَدَلِّيَاً مِنْ أَمْوَاتٍ يَبْصُقُوْنَ عَلَيَّ بِنَظَرَاتِهِم.
وَهَكَذا كَتَبْتُ أُوْلَى كَلِمَاتِيْ فِيْ مَحَطَّاتٍ مَجْهُوْلَةٍ ؛ عَلَى هَيْئَةِ رَسَاْئِلَ مُشَفَّرَةٍ،
لَمْ أَزَلْ ــ حَتَّى الآنَ ـــ أسْتَجْدِيْ حُرُوْفَهَا.