الخريف

Written By غير معرف on الثلاثاء، 26 فبراير 2013 | فبراير 26, 2013

الخريف
أسعد الجبوري

يراقبُ الوقتَ على الرصيف من العين الساحرة.يراهُ عمارةً ضخمةً يتقاسمُ طوابقها ممثلو البيرة والمكتبة العقلية ودجاجات محجبات من اليمن.

يراهُ باباً ثقيلاً على مد العين وفي جزر الطفولة الصفراء .

ومعهُ القوافلُ الشاحبةُ إلى منتجعات الجنازة .

يالها من أشباحٍ ترصدُ القلبَ من أعالي التلال.

الآن .. الشمسُ تمتصُ الضباب من ضروع الغابات.

كم من الحشائش خاملة في الدماغ؟

يقول السمكري ، وهو يصلحُ ملذات الموتى في مواسير التعبير بعيداً عن المدافن.

الحفرياتُ في العواطف تستمرُ ..

والعاشقُ ثرثرةٌ ملحدةٌ تتغضنُ بالسكون على الدرج الإلهي ..

وأنتَ غائب ٌ في حبة نوم.





س/لم تعد النساء من مصطلحات النصر . أليس؟!

ج/ها أنتَ ترمي بجسدكَ خيمة على عرض صحراء !!

س/لكنه الأصفرُ الذابلُ . ينهالُ على مستوطنات لحمية.

ج/والحشراتُ تقتاتُ على الجمال . أليس ؟

س/الخريفُ مذبحٌ . ونحن طبيعةُ الخداع الصامتة في الحواسّ.

ج/أعرف ذلك من عظام الليلِ المتبقية على طاولتكَ في السديم.

س/إذاً تعال سجلْ صورةَ الماء الفارغ على شريط رنّان .

ج/من أجل الرقصة الهابطة من بين السيقان تقصد؟!

س/كلا. فكلما اتسع الجفافُ توسعت المدافئ لابتلاعنا خشباً .

ج/انظر . الآباء بعيون الفيلة .والأرواحُ أكياسُ إسمنتٍ على القارعة!!





عندما يبدأ الموتُ بتكوين أشجاره فينا . سرعان ما نستهدفُ برميل الطبيعة، ونكون حطباً هناك. الذئابُ تساقطُ على مدار ساعة اليد. ونحن داخل صفاتنا نغرقُ دون تردد . هل نحن في الكآبة آلهةٌ ميكانيكيون والأسباب عجاف ، ربما. فدورة الفصول انقطعت عن الأحلام ، وبنت اللقالقُ على الشفاه أعشاشها الكلسية. الوداعُ وحدهُ آدم دون ريش . وكان يمتلئ بنا ويخاطبنا بالغناء الحادّ. وكنا على مقربةٍ من الأسوار ، نحاول اجتياز المأتم ، لولا تلك البنادق التي كانت تطلقُ الوحشةَ علينا لأسابيع طوال. ماذا نفعل ؟ هل نحدقُ في الكتابة . ونتخيل الكلمات الهاربة بطفولتها إلى خارج السرير. ماذا يناسب أمراضنا في العاشقين. وكم سنقول: الشيخوخةُ نغمٌ أصغر سنّاً من الصفصاف . ما زلنا غرباء نفقدُ جثثنا في الله تباعاً.ونراقبُ الوقتَ على الرصيف من العين.

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads