قصيدتان من إيف بونفوا | ترجمة: أحمد عثمان

Written By هشام الصباحي on الأربعاء، 23 سبتمبر 2015 | سبتمبر 23, 2015

إلى صوت كاتلين فرييه

تتجمع الطلاوة والسخرية معاً

لأجل وداع البلور والضباب،

ضربات الحديد القوية تثير شيئاً من الصمت،

نور السيف التوى .

أحتفي بالصوت المختلط باللون الرمادي

الذي يتلعثم بعيداً، مردداً أغنية تتلاشى

مثل كل شيء نقي في الما وراء

يهز أغنية أخرى والمطلق الوحيد .

يا أيها النور واللاّ نور، يا أيتها الدموع

المبتسمة أعلى القلق أو الأمل،

يا كوكبة الطائر، يا مكاناً واقعياً في خيال المياه الغامضة، يا أيها النبع، حينما يهبط المساء قويا .

يتبدى أنك تعرفين الضفتين،

الفرح المتطرف والألم المتطرف،

هناك، وسط هذه الأعواد الرمادية في النور،

كأنك تغترفين الأبدية .

صوت

حملت كلامي في دواخلكم كما الشعلة،

الرياح عتمة أكثر قسوة من الشعلات،

ولا شيء أخضعني في صراع طويل .

لا نجمة سيئة ولا تيه،


وهل سيهبط الليل الذي عشته حينما يسقط


زجاج النوافذ من دون نصيبه من الانقضاض ؟

لست سوى كلام مقدر للغياب،

الغياب يدمر كل تكرار لكلامي،

نعم، تلاشى الكلام،

أثر حتمي، وبالكاد تكرار لكلامي .

*****

(*) ولد ايف بونفوا في يونيو/حزيران من عام 1923 في مدينة تور . كان والده يعمل في مصلحة السكك الحديدية وأمه معلمة . درس في ثانوية ديكارت في تور، حتى فصل الرياضيات المتخصصة . تابع دراسته الجامعية في الفلسفة، ومارس عدداً من المهن البسيطة . تدرب كباحث في المركز الوطني للأبحاث العلمية، خلال 1955 و،1958 متخصصاً في النقد الآنغلو-سكسوني . اهتم بالفن الإيطالي والفن الفرنسي، ولذا تردد على حلقات آندريه شاستل في المدرسة التطبيقية للدراسات العليا .

بدأ الكتابة منذ عام ،1946 وبالتحديد مع ديوانه مقالة عازف البيانو، الذي صدر عن دار مركور دو فرانس، ولكنه عرف على نطاق واسع مع ديوانه عن حركة دوف وسكونه (1953) . من عام 1966 إلى عام ،1972 اشترك مع لوي-رونيه ديه فوريه، وآندريه دو بوشيه، وجاك دوبان، وميشال ليريس، وباول سيلان في تأسيس مجلة لفيمير (الزائل) .

وإلى جانب الشعر، كتب في تاريخ الفن (روما ،1630 جياكومتي)، ومن عام 1993 إلى عام 2004 أدار ونشط ندوات تحت عنوان وعي ذات القصيدة)، وترجم شكسبير (هاملت، ماكبث، الملك لير، روميو وجوليت، جول سيزار، حكاية الشتاء، العاصفة، أنطونيو وكليوباترا، وغيرها) وييتس وكيتس وليوباردي .



التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads