وعيد الرقيب
I
ماذا رغبت ان تبسط فوق هذي المائدة،
عدا نار موتنا المزدوجة؟ ارتعبت،
أتلفت المائدة المحمرة والعارية،
في هذه الأرض حيث تنبجس الرياح الساكنة
ثم هرمت، في الخارج، حقيقة الكلمة
وحقيقة الريح أوقفتا صراعهما
النار، التي كانت لي المصلى، انسحبت
ما عدت خائفاً حتى، أصبحت لا أنام
II
انظر، كل الطرقات التي كنت تسلكها
الآن تنغلق، ما عاد متاحا لك
ان تمضي حتى ضائعاً. الأرض التي تتخفى هي
ضجيج خطوك الذي، عن التقدم انقطع
لم تركت الشوك يخفي
صمتاً عميقا كنت اقبلت عليه؟
وحيدة تسهر النار في حديثة الذاكرة
وأنت، يا ظلا خلف الظل، أين أنت، ومن تكون؟
III
ما عدت تأتي الى هذي الحديقة
الطرقات من وحدة وألم تندثر،
والعشب عن وجهك الميت يخبر.
ما عاد يشغلك
ان الكنيسة المعتمة تخفت وسط الحجر
وأن وجهك المغشى بشمس جد محمرة تخفى وسط الشجر.
صار يكفيك
أن تموت وئيداً كما في النعاس، وحتى الظل
الذي نقترن به ما عدت ترغبه.
من "آمس السائد القفر" (1958)