المغني الأعمى
السنواتُ جعلتُه ثقيلاً وبطيئاً
يصعدُ فجأةً الباص
وهو يجرجرُ آلةَ البوغدون المعوجةِ
على ظهرِ أوكورديونٍ عتيقٍ جداً
متعثراً، المغني الأعمى
اسمه "فيموس" أو "تيموس"
لا يغني خصالَ "أثريدَ"
ولا بسالةَ "باتروكل" و"ديومودْ"
بلْ مرثيةً منسيةً
تشبهُ قليلاً "آمانْ، آمانْ"
تأسُرُ السمعَ
وتحكي انقلاعَ الجذورِ
وألمَ الغربةِ
عنعناتُ العربة
في منعطفاتِ "كالوغريزا"
شتائمُ ومسباتُ السائقِ
وسخطُ المسافرين المكدسينَ واحداً فوق الآخر
وشخصٌ عجوزٌ
خائرُ القوى في المقعدِ الخلفي
يتابع نوتةَ الغناءِ الجنائزي
ضائعاً في شعرهِ الأبيضَ
وذقنِه الشعثاءَ
كما لو أنه "بريما" وهو يبكي بصوتٍ ضعيفٍ
خرابَ عائلتِه.