الرئيسية » » كلاوديو بودزاني (إيطاليا) | أجيء حاملاً لك قصيدة لنيرودا | ترجمة صالح دياب

كلاوديو بودزاني (إيطاليا) | أجيء حاملاً لك قصيدة لنيرودا | ترجمة صالح دياب

Written By Lyly on السبت، 10 يناير 2015 | يناير 10, 2015


أجيء حاملاً لك قصيدة لنيرودا


ماسكٌ المدَ والجزرَ برسنٍ

وفي قلبِي عَدْوٌ

سأعجنُ ريحاً ورملاً

من هذا البحرِ الذي لا قبرَ له

لأنحتَ قدميك الصوتيتين

وأسمعُهما ترقصان في عينيّ

لألتحقَ بكِ، سأتسلقُ

من البحرِ حتى الهضبةِ

رأسي يرتسمُ نجمةً

لاستدعاءِ أصواتِك

شفتاي المتعبتانِ تنفرجان

دونما انتباهٍ عن ابتساماتٍ وفصولِ خريفٍ

وأنا هنا،

في هذا الأتوبيسِ الذي يهزُّ جسدي

كقطعة نردٍ

كسجادةٍ

متسكعاً على طرقاتٍ مغبرةٍ

جعلها المطرُ المفاجئُ خرساءَ

تصفّقُ الفراشاتُ أثناءَ مروري

مرفرفةً أجنحتَها

فوق مستنقعاتِ الوحلِ التي تبلعُ نرسيس

عَدْوي من مدٍ وجزرٍ

داخلَ قلبي ممسوكٌ برسنٍ.

احْمِلْني حيث يمكنُ نسيانُ

هذا القرنِ الذي يرانا منفيين،

هذه الأعاصيرِ

التي لا تحملُ أيةَ برودةٍ،

هذه الاحتفالاتِ وهذه الاحتضاناتِ

التي ليست سوى تيجانٍ تافهةٍ من زهورٍ.

البحر هناك

بعيدٌ كمشروعٍ مهجورٍ

الدواليبُ ترمي حجارةً وذكرياتٍ

على المنحدرِ الذي يفرشُه أمامي منزلُك

أنا نحاتُ أوراقِ الخرشوف

أهديك خيالاتِ غيومٍ

لكِ

كأسٌ مكسورٌ طرفُها

لا يمكنُني تقبيُلها دونما أن أُجْرحَ

لكِ

أذنٌ مقطوعةٌ ومرميةٌ في حقلٍ

للاستماعِ إلى أسرارِ النملِ

لكِ

أهدي معطفي البالي

مقاومتي

وهذه القصيدةَ الضائعةَ لبابلو نيرودا.



التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads