الرئيسية » » جذع الشجرة | فرنسيس بونج | ترجمة: الأخضر بركة

جذع الشجرة | فرنسيس بونج | ترجمة: الأخضر بركة

Written By Unknown on السبت، 10 يناير 2015 | يناير 10, 2015

فرنسيس بونج...
{ إذا كان النقد يعتبر هنري ميشو شاعراً مضاداً Antipoète، فإن فرنسيس بونج هو اللاشاعر Apoète. ويصرّ على ذلك رافضاً أن يسمّى شاعراً. الواقع أن بونج لا يمكننا تصنيفه بسهولة. فهو منذ البداية أبحر بعكس كل التيارات السائدة، وفي عزّ الوثبة السوريالية. جاء بقطع من النثر أرقى من النثر، لكنها لا ترقى الى الشعر. فهو ينفي، عن عمد وتصميم، كل المقومات التي تجعل من الشعر شعراً. فليس من همّه أن يقلق، أن يُبهر، أن يُغري، وأن يثير عند الآخر تأملات غامضة، ولا أن يُطربه بغنائية آسرة بأبعادها وأسرارها. كلا. لا شيء من ذلك. ما يشاءه هو أن يُقنع. نصوصه واضحة. لا تستدعي العودة الى ينابيع غير مرئية. إنها تتجّه الى غايتها مباشرة بلا مواربة. "الشيء المعنيّ عنده قبل الاشارة". الكلمة في خدمة الشيء وليس العكس }.....
جذع الشجرة...
بما ان الشتاء سوف يستغلّنا قريباً
فلنتهيأ لخدمات الغابة
جلاجل تثور بجنونٍ لأقل حركة
ألا تكفّين عن الأسراف على حسابنا ايتها الأوراق
تقلّب مزاجك يغطّينا أو يعرّينا
بصعوبة نتصوّرك باستمرار
ولم نعد نصدّقك إلا بصعوبة
إنزعي عني لحائي المخلص لي بإفراط
إذهبي لملاقاة أجيال أخرى عند قدمي
جموعٍ من الوجوه الماضية من الأقنعة الماضية
لا تزال شاهدةً على أذيّتك لي
كلّها كان لها مثلك الكفّ الحيّة لحظةً من الزمن
ونراها الآن مخذولةً من الأرض والماء
وبرغم اعتقادي بأنك الاقرب الى فضائلي
إمضي للنزاع في الأماكن العامة التي صُنعت لأجلها
موتي عمدا. فتصرّفك هذا يطرد النحس
ويُسقط القناع طوعاً عن صانعك الطوعي...
هكذا لا تزال شجرةٌ تبذل جهدها تحت لحائها
لتُظهر حيوية هذا الجذع الذي سوف يستكمله الموت..
ترجمة: هنري فريد صعب..
الماء ... DE L EAU
أسفلَ منّي، دائماً أسفل منّي، يوجدُ الماءُ.
دائما، بعينين مُخفضتين، أنظر إليه،
مثل الأرض، مثل جزءٍ من الأرض،
مثل وجهٍ من وجوهِ الأرض.
هو أبيضٌ ولامع، لا شكلَ له وبارد.
سلبيٌّ وعنيد في هاجسه الوحيد: الجاذبيّة؛
متوفّرٌ هو على وسائل ممتازة لإرضاء هذا
الهاجس: مراوغاً، مخترقاً، حافراً، نافذاً.
في داخله هذا الهاجسُ أيضاً يشتغل:
هو ينهار دون توقف، يستسلم في كلّ
لحظةٍ لكلّ شكل، لا يميل إلاّ إلى الاتضاع،
يتمدّد على البطن فوق الأرض، شبهَ الجثّةِ،
مثل العبّاد في بعض العقائد. دائماً أسفلَ:
هكذا يبدو شعارُه: النقيض للتعليب الخشبي.
ترجمة: الأخضر بركة

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads