الرئيسية » » ما الفرقٌ بيني وانتم ؟ | صلاح فائق

ما الفرقٌ بيني وانتم ؟ | صلاح فائق

Written By Lyly on الاثنين، 12 يناير 2015 | يناير 12, 2015

ما الفرقٌ بيني وانتم ؟

*

يخوفني طردي , انا ايضاً
من هذه الجزيرة , مثلما يشعرُ اصدقاء لي في 
بلدانٍ بعيدة .
سأذهبُ الى المحيط واختفي فيه
كلاجىء :
تنمو لي اصدافٌ قوية هناك
تعتبرني اسماك القرشِ نوعاً جديداً
من سلاحف .
الفقمات وحدها تصيرُ صديقاتي
في السواحل .

*

لا زلنا , في رؤوسنا , نرسفُ في اغلال
نرتدي ثياب حدادٍ غير مرئية
ونقوم في كل يومٍ , او ليلة
برحلةٍ خفيةٍ الى بيوتنا الاولى

*

كان لي صديقٌ لسنواتٍ طويلة
معاً زرنا حدائق , تناولنا عشاءنا في مطاعم صغيرة
حضرنا مسارح , اوبرات , مكتباتٍ ,
وتجولنا في امسياتٍ واحتفت بنا , في حانة " الغراب "
نساءٌ عجائز .
كل هذا الوقت , فهمتُ في ما بعد ,
جمع صغائرَ تافهة عني , ليتخلص مني في يومٍ ما .
لم يكن السببُ , كما ادركتُ , سوى حسده البائس
من كتبي , وعلاقتي مع شابةٍ صينية

*

لا ابتاعُ اي شيء من اسواق كبيرة
خضارها كثيرة وفواكهها , مقاهيها مرتبة .
لكني اشتري ما احتاجُ من دكاكين صغيرة
في ازقةٍ أو من حوانيت في نهاية شوارع
اعود الى غرفتي , حاملاً صحيفتي اليومية
تحت ابطي اليسرى وأنا أتبعُ كلبي

*

يقرأوني كثيرون في اروقة , زنزانات
شرفات بيوت , في قطارٍ , سيارة نقل
وربما حتى في مبغى او منفى .
لا احد من هؤلاء يعرفني , يتوهمني في صورةٍ ما
لأن كتابتي تمتعهُ او تقرفهُ . 
الفرق بيني وهم , بسيطٌ تماماً :
انا أكتبُ احوالي وما اتخيّل
هم لا يفعلون ذلك



التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads