الرئيسية » » افتراضات عمر حداثي عبد الحميد شوقي - المغرب

افتراضات عمر حداثي عبد الحميد شوقي - المغرب

Written By كتاب الشعر on الخميس، 4 ديسمبر 2014 | ديسمبر 04, 2014

افتراضات عمر حداثي
عبد الحميد شوقي - المغرب

لو مرة أقف
أقتفيني
وبكل المجازات التي أمتلك  
أتتبع فوضى الافتراضات :
 مرح الفكرة حين تتحرر من نهيق مكرور
 مشاعري التي تتبرأ مني
 ظلال الاستعارات التي
 تراود قسماتي عن ألوانها ..
وبمعزل عن بكاء الأسئلة
أفسح وقتا لتمجيد الخفافيش
لأنها قادرة على مؤانسة الظلام..
من إيقاع الحصوات المزمنة في القلب
أُعِدّ لكون
 يتقمص تسامح قصيدة نثرية ..
لو مرة أقف
أستبعد يقيني بما كتبت حتى الآن
ووثوقي بما ادعاه السارد عني
لأن الحقيقة تجعلني
قابعا في زاوية الاحتمالات
أصقل بعيدا عن كل ما عشت
مرآة لاختلافي عن أبسط صفصافة
تربت على ظلالي ..
فتشتْ عني أصواتي
كي تلعنني يوما كاملا
وتعوضني بشخص أكثر جرأة
من طائر متهور
كلما سألْتُتني عن أثري
في الطريق الذي مر
أجد الجواب في ملامحي
في تآكل الوجوه التي استجارت بانتمائي
وكلما اخترت عزفا آخر
أحلم باعتذار البطريرك الأكبر
عن الترشح لانتخابات الوجود
باستقالة المؤرخ الذي يسوط وعيي
فلا أسمع غير اختناقي
تحت حوافر المتاهات
لذلك اخترت
أن أكسر رتابة البداهات
أن أكتب بكل حِلم السنونو
بكل أخطاء غرف الدردشة
وفضول المتقاعدين .. 
بقليل من المغامرة
وكثير من الوداعة
كنت سأوقفني عند منتصف الكتابة
لأبدد بلاهتي :
كيف سقطت في يد المناحة
كيف استسلمت لتعويذة الريح
كيف لم أبصر لون الطائر الخرافي
وأمعنت في اجتثاثي بكل تواطؤ المعدَمين ..؟!
كنت سأفتح خزانة كتبي
على التباسات الكتّاب الأنارشيين
واعترافات الشواذ
على صفحات الفيسبوك
كنت سأرى العالم
أرحبَ من غنائية مغلقة الشبابيك
وربما أنبل مما جاء في النبوءات..
قد أتقاعد من الأمل
مزهوا بثلاثين سنة من الشك
وأقضي بقية العطر
أرتب نسق أوهامي المخملية
لكني بكل افتتان
كنت سأسخر من أشجاري المتكبرة ..
أقول للناقد الشاب :  
صدقتَ
لأنني أغريت إيقاعاتي بالحداد
وأثقلت العبارة بالليل
على غرار البكائيات الرخوة
صدقت
لأنك سرقت بعض توقعاتي
وبعض أحمالي
لأنك سللت شعيرات صمتي
من خياشيم مزاجاتي المرحة
وأغفلتٌ كأس التفاصيل الصغيرة
كأن ألعن الظلام بجملة متفائلة
كأن أدس بين أسراري
رصاصة تليق بوحيد قرن قاتل مثلي
واحتفاءً بالحداثة
كان على مشاريعي أن تمشي عارية
كفكرة نيتشوية
لا تملك إلا يقين الأوهام
ومن قبعتي
أُخرِج أرانب بعفوية الحضارات البدائية..
وكما يذهب السكارى قبيل الفجر
خطأً إلى عناوينهم
كان علي أن أنتهك نبضاتي المعتادة
لاختبار الغريزة
قبل أن أحب ما في مزاميري من فشل..
لن يكون بمقدوري
أن أكون أنا بعد الآن  
ألا أتسلل خارجا مني
ألا أنحني لاحتضان تمارين بنتي الصغيرة
وهي تكبر أمامي كالدهشة الأولى
لن يكون بمقدوري
أن أسامح ناري
لأنها لم ترفعني نحو حجر الفلاسفة
لم تسقطني فوق جبل القيامة
لأتلف سيرتي بين الثلوج..





التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads