هل كان لابدَّ أن يَشُّرَّ الدّمُ من الأوراق
أن تزداد أعداد القتلى كثيرا
كي تغيِّرَ انطباعكَ العاطفيَّ عن مشهد الدبابة
وهي تدهس طفلا في الميدان
هل كان لابد أن تتكوّمَ أشلاءُ الضحايا أمامك فوق المنصة
لتتذكرَ أن الشعب لم يخرج يومها من مصحة عقلية
أن الراية كانت باتساع الوطن كله
أن بقع الدم فوق الأرصفة لم تكن نزوةَ عشاق
أدمنوا السهرَ على كتف الرغيف
أن صرخات الحناجر لم تكن استهلاكا
لأفلام مصاصي الدماء
لماذا لم تستدعِ النيلَ ليروي لكَ
آيتين من مجزرة ماسبيرو
كل هذه الأضابير لتمنحَ مجرما براءة الإثم
لتجعل الطلقةَ غيمةً مبنيّةً للمجهول
أو أنها كانت نيِّئةً بالكاد اقتلعت مقلةَ العين
يا حارس الحق
باسم من تغتال حلما وثورة
باسم زنزانة لم نعد نعرف بأي صفةٍ ترتدينا
ولا كيف يكبرُ ظلها فينا .
وليكن ..
هذه براءة الإثم
الميدان وحده يملك براءة الغضب
----------
30/11/2014