حشدٌ يدفنُ تلفزيوناً امام بيتي
*
ارى فجاةً , من شرفتي , حشداً صامتاً
يدفنُ تلفزيوناً امام بيتي
حولهم كلابٌ ضالّة , هررة وشحاذون
وهناك رجل دين بائس , يرتلُ مقاطع من كتاب
*
اعرفُ سبب حزن السماكين
شباكهم تتمزقُ في الليل
تفسيرهم جاهز : يحسدوننا في جزرٍ قريبة
لكني اظنّ للمناخِ عادات سيئة ,
لذا يصعبُ عليّ قبوله في بيتي
*
اقفُ في الهواء الطلق , عند البحر
يلهمني الهديرُ , لون الامواج وسحبٌ تاتي وتذهبُ
ليس في هذا المكان غيري
الحظُ ظلّاً يقتربُ , واتفاجأ بهِ يحملُ كتبي
*
اعملُ كل يوم لساعاتٍ طويلة
احياناً حتى في الليل
اعرفُ ذلك من مرآةٍ اجلسُ امامها وانا اكتبُ
الشمسُ في الخارج مشغولة مع هذه الارض
وهو موضوعٌ لايهمني , بل ما في غرفةٍ ما ـ
شاعرٌ كهلٌ يعتمدُ على مرفقيه
يتخيلُ , يصححُ , يبتسمُ وينظرُ الى المرآة
فلا يرى نفسه فيها
هذا معظم حياته اليومية
*
اسكنُ كل حياتي في بلداتٍ وقرى
احد افراحي هروبي من بغداد , دمشق
بيروت ولندن : اعيشُ في مدينةٍ بنيتها بنفسي
لا يعرفها احد