تستيقظ في السطر الأول الخرافة، بنفس اللغة التي جلدوا بها خيالنا ننفخ ألسنة اللهب معلنةً لعنة التغيير.
الواقع لا يتسع الخيال، واللغة تبتلع أنفاسنا وتصبها في قوالبٍ من حجر. ونبوءة الخلاص الأخير تمحي أي حرفٍ يشذ عن المسار الحتمي للتاريخ.
لا مجال للإبداع، وفي كل مكانٍ تجد لجاناً مسلحة تمنع التقاء الساكنين. هناك دعاةٌ يبرمجونك لتكبل فكرك بعلامات الترقيم، تشتمهم وتضع بآخر السطر نقطة.
منذ أن بدأت النطق وأنا أحاول أن أتخلص من لعنة الاجترار اللغوي التي حلت على آدم وبنيه. لا تأكل التفاحة ستنحدر إلى الأرض. لا تشرب الكحول ستنزلق إلى الجحيم. التهم نطاف الله سترتقي إلى السماء.
إننا وهم اللغة، لعبة الأرقام واستنساخ المفاهيم اللامتناهية، إننا الكلمة التي استحالت كوناً، ولن نكون إن لم نعلن ثورةً على حروف اسمنا.
وضعوا على جبهتي نجمةً عندما رسمت حرف الألف أول مرة لأنهم لم يتكهنوا عمّا سأكتب عندما أكبر. هل ستضيء نجمتي جحراً جديداً؟
