فرات إسبر
الطَّريقُ إلى أرض الله
فرات اسبر في مدينة آسفي على المحيط الأطلسي
قال الطريق :
أنا الزاهد ٌ
المتعبدُ
أنا العازف ُ
أنا الإيقاعُ
أنا الغريب .
قال الطريق
مراكش،
حديقة الله على الأرض،
لوحة في صحراء
شجرٌ ناعس ٌ
بياض ٌ
يقطعُ الحلم بسكينه
فتوُقظنُا مثل النور ،
إذ يشرقُ من قلبِ العاشقِ المُشتاق .
النخيل ُ يمتدُّ
كما قلب المغّربي
إذ يقرأ الفاتحة
على بلادي التي علّاها الطحلب
وأقفرت من غزلانها ،
الطريق يابسٌ إليها
كأنه جرح ٌ على خد المدى
ودمٌ يسيل ُ
بكيتُ عليها حتى ذاب دمٌ من فم البرتقال .
عندما تبتسمُ مراكش
تغيبُ شمسٌ
وتضحكُ حديقة
وصديقٌ من بعيد يضيء:
أنت فجرٌ أيتها الشاعرة
فيقطرُ الندى على حُمرة الأصيل .!
مدينة
يحرسها ضوءُ
يزنُر خصرها
مثل نحل ٍ
لا ينام
ذهاباً أيابا ً
إلى عسل
ومتاه .
في مراكش تركت قلبي معلقاً على مئذنة، تقول:
" لا إله سواه "
كان بي أرقٌ إلى اكتشاف المعاني
بي أرقٌ للصعود ِ
كي أرى حسان
كي أرى الرباط تمُّر على تاريخها ِ
وتزهرٌ
كالربيع إذا ما تأخر مخاض المرأة العاشقة .
في الدار زهرة يفوح ُعطرها حتى أرض الياسمين
تقطفُ لأولادها ما علقٌ من الندى على زهر الصباح
وتدعو لهم بقلبٍ ينبتٌ النخلُ فيه ،
كانت ،
كما مراكش
كما الرباط
إلى قلب ِ البياض ِ
إلى تاريخ "عقبة"
إذ أضاء البحر
وصيادٌ يصيدُ الأمل
هنا التاريخ يقرأ:
ما أبدَعَ الأنسان .!
وما تفجَّر من نبع القلوب .!
“وكلميم" التي أخفق البحرُ في وصالها
امرأةُ صعبةٌ المنال ،
المطرُ يغازلُ الأرض فيها بلمس ٍخفيف ٍ
فترتعشُ ،كأنها من زمن ٍ
لم تنل قبلة ً من حبيب .
شاعرة سورية، نيوزيلندا
كيكا