نساء صغيرات
راسم المدهون
النساء الصغيرات يجهدن قلبي
يمشطن شعورهن في مراياي
وأرى دهشتهنّ..
كلّ مرة يحدقن في المرآة
لا يرين غير وجهك
بشعر طويل
وعينين ناعستين
وفم يتململ فيه الكلام..
النساء الصغيرات
يدهشهنّ رنين خطواتك في مراياهنّ
ويسألنني حائرات :
كيف تسكنين هناك
وهنّ يمسحن مراياهن بأكمام أثوابهن
ويبتسمن للمرايا ؟
النساء الصغيرات
لا زلن عند أعتاب سرّك
لم يكتشفن عشبة السحر
هل أقول لهنّ انتظرن زمانا
طويلا
طويلا
فسيدة العشق لن تترجل من مراياي
قد تغلق المرآة بالنعاس ليلة
أو بعض ليلة
لكنها مع الصباح
وحين توشكن على تمشيط شعوركن الغجرية
سوف تنهض من نعاسها
وتطل من المرايا كلها
فثبن الى بركة ماء
ومشطن فيها شعوركن الغجرية
لا مرايا للنساء الصغيرات
لا صور..
أنا الذي رأيت صفوف المرايا
وقلّبتها بيديّ
أسقطت في أعماقها صورتها
ووقفت باسما
كذئب عجوز
أنتظر الصباح
وأسأل : ماذا ستفعل سيدات الأرض الصغيرات
حين تنهض سيدة العشق
وتزرع صورتها في المرايا.