الرئيسية » » غناء العزلة ضد العزلة | الصادق الرضي

غناء العزلة ضد العزلة | الصادق الرضي

Written By هشام الصباحي on الأحد، 19 أكتوبر 2014 | أكتوبر 19, 2014

 
غناء العزلة ضد العزلة

الصادق الرضي


 



 
كما يتسرب الضوء شفيفاً

صوب سطح البحر

وهو محملاً بروائح القمر النبىَّ

خلاصة السحر

غناء النشوة الكبرى

وهفهفة العناصر في تراكيب الضياء

تتصاعد الأرواح في الأمواج

وهي ترتل الفضة

شيئاً من خواص الماء

خيطاً من دخان الرغو

في همس المزامير

ووشوشة الغناء على شفاه الحور

إذا يسبحن بين القاع والسطح

فضاء الرهبة الصدفية

اللالون

حيث الصمت فاتحة الوجود الداخلى

لدولة البحر وقانون المياه

خذ من شعاع الشمس نافذة

وحلق في فضاءات الغياب

الى رحيل أبدى

لامكان الآن لك

والله يسكن بالأماكن كلها

وجهاً يضوء بالأزقة

شارعاً يمتد في كسرة الخبز- الطعام المستحيل

الى ثياب الفقراء-

ماذا يلوح بالنوافذ؟!

هل ترى منديل عاشقة؟

بلون البحر

دمع صبابة في نهد عاشقة

بطعم النار

يقطر

والعصافير اكتمال للندى

في شرفة الحلم

تسد الأفق

تبحث عن طفولتها بذاكرة الفضاء الرحب

والفجر المُعلب في رفوف الصمت

واللغة الخفية للغناء على مسام العشب

والشجر المخبأ في تماثيل الشجر

الحزن لايتخير الدمع ثياباً

كي يسمى بالقواميس بكاءً

هو شيئ يتعرى في فتات الروح

يَعبُر من نوافير الدم الكبرى

ويهرب من حدود المادة السوداء

شيئ ليس يفنى في محيط اللون

أو يبدو هلاماً في مساحات العدم

الحزن فينا كائن يمشى على ساقين

دائرة تطوف فى فراغ الكون

تمحو من شعاع الصمت

ذاكرة السكون المطمئنة

كيف ترفض الجدائل فضة في الضوء

ترفض الفقاقيع التى

مابين امرأة الرزاز

إشارة للريح فى المطر الصبى

إضاءة فى الماء

خيطاً من حبيبات االندى

سحراً

صلاة

هيكلاً

قوس قزح؟

ذلك سر الكون

أن تبصر في كل حسن

آية لله

والسحر الإلهى المهيب

ذلك سر العدل

أن تتفجر الأشياء

تفصح عن قداستها

ترى في الشئ ما كان إحتمالاً

ثم تنفتح الكنوز

الأرض كانت تدخر القمح

لأطفال لها

فقراء لايتوسدون سوى التراب

قل للذين يوزعون الظلم - باسم الله - فى الطرقات

إن الله في نار الدموع

وفى صفوف الخبز

والعربات

والأسواق

والغرف الدمار

البحر ... ياصوت النساء الأمهات

القحط ... ياصمت الرجال الأمهات

الله حى لايموت

كيف إستوى ماكان بالأمس هواءً نتناً

ريحاًًًً بغيضاً

بما كان هواء طيباً

ريحاً يؤسس معطيات الشارع الكبرى

عبيراً ضد تلك الرائحة

ما أشبه الليلة بالبارحة

كل ماكنا نغنيه

على شارع النيل

تغيّب

وانطوى في الموج منسياً

حطاماً

فى المرافئ أو طعاماً للطحالب

فى إنزلاق الصوت للقاع

وفى صمت المسافات القصيّة

نحن فى ساعة الحزن

وميقات الفجيعة

والفراغ العاطفى

الوطنى

الآن لن نبكى

ولكن من يساوم بالغد الآتى

ماذا سوف نخسر

نحن رتبنا بلاداً

لاتقابل غير وجه الذات بالمرآة

إمرأةً هي اللغة الرماد

تخون عاشقها ولا تخشى مصابيح النهار

لا تثق بالقلب

إن العشق يؤذى

بينما يجدى التحرك فى السكون

فى مساحات الأنا

وعى التكون

وإبتكار الفرد مجموعاً

يوازى سلطة الإطلاق

تحديد الموضع بالإشارة نحوها بالإسم

تفتيت الهلام

وإختراق السر

فتح نوافذ الأشياء

تكريس التفاصيل الدقيقة

قوة

تنسف الأحلام والذكرى

وأشباه الحبيبات - الدمى والأصدقاء

لا تثق بالقلب

كى يتصاعد الضوء على كل المساحات

وحدق جيداً

إختر مكانك واحترق حيث انتهيت

أنت منسوب الدم الآن

وأنت الإشتعال - النار

مجمرة الغضب

أنت إذاً ضياء اللحظة الآتى

أنا أنت

نحن الناس والشارع

والعواميد التي تمتد بالأسفلت

صوتي, صوتك

المشروخ في صدأ المقاعد

وإنهيار البرلمان

لم أقل أن الفضيحة

قد تراءت تحت أكمام الجلاليب

تعرّت في تلافيف العمامة

وامتداد اللحيّة الزيف

لماذا لم تقل ؟
أن العمارات إستطالت

أفرغت أطفالك الجوعى على وسخ الرصيف

أنت تعرف أنهم يقفون ضدك
ضدنا

ضدى

أعرف اننى سأظل ضد السلطة اللاوعى

نحن الآن في عمق القضية

مركز النار

وبالهامش تبقى

سلطة اللغة الخفية كى تعلق بالفراغ

نعم سننسى كل ما يأتون من فعل

وقول

سوف نصلبهم عرايا بالمسامير

على بوابة التاريخ

ثم نعبى الأيام النسيان

والصمت الخرافى المهيب

لست من نور لتغفر

أنت من طين لتبنى

فأبنى لى بيتاً

لنا

لك

للصغار القادمين

إن يك للعدل فى الأرض وجود

فليكن دمنا هو المقياس

إن تكن السماء مقابلاً للأرض

فلتكن الدماء مقابلاً للأرض

قال الله كونوا

ثم كنا

هل تحققنا تماماً

من وجود الذات في أرواحنا

ضد التكون

وانطلاق الكائنات؟
نحن نخرج عن حصار العزلة الكبرى

لنكتب عن غناء العزلة الكبرى

ولكنا نصاب بضربة حزن

أوان خروجنا فى داخل الصمت

وفى جوف السؤال؟

 
 

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads