الرئيسية » , » واجهات المحال والبنايات الشاهقة وهذا المروق المخيف خلفي –وأنا | ياسر شعبان | العدد السادس والستون | سلسلة كتاب الشعر

واجهات المحال والبنايات الشاهقة وهذا المروق المخيف خلفي –وأنا | ياسر شعبان | العدد السادس والستون | سلسلة كتاب الشعر

Written By كتاب الشعر on الأحد، 19 أكتوبر 2014 | أكتوبر 19, 2014



العدد السادس والستون/ سلسلة كتاب الشعر


واجهات المحال والبنايات الشاهقة
وهذا المروق المخيف خلفي –وأنا

ياسر شعبان








وليس كل من يهبطون من السماء
إلى الأرض                  أنبياء
ولا كل من يصعدون إلى السماء
من الأرض                   موتي
وسوف أمنحكم بعضًا
من مؤجل ..


إشارات ضوئية
إذن هؤلاء – لا يستطيعون الهمس  _ حتى
لغة الذين يخافون
والصراخ _ رعب يقع
والألم – لا يكون حقيقيًا
إلا وأنت – تئن .....!!





خروج

ويفرون من تحت جلدي – وكذا أسراب الطير من عينيك
ويسقط في جوفك حجر ثقيل ..تنفز – تطلق صيحة مدهشة
جدًا وموجعة – أيضًا
كان من الممكن ولم يكن ...
هذيان تدور فيه دخلته مختارًا – خامل خذلته أعضاؤه
فخر خانعًا وخؤون ....
خروج – يا ذا الوجه المخبوء في كفين ترتعشان وجذع محني حتي
ملامسة الصدر الركب ..
خروج – وخز خفي تعاني في سكوت غريب وسكون مفزع – هكذا دائما في الوجه جدار استندت إليه حينا في وقفتك الطويلة – ثُمّ في جلستك المبتكرة والرأس بين الركب والهلع يطبق عليك .. استدرت تبتغي الفرار –والخروج خرز أسود انفرط في عتمة شتوية لما مددت الكف لآخر خانك – ولم تدر – فطوحت كفك في الهواء تبتغيه...
حَدّق يتربص بك – الآن فيك ينغرس وتحت الأقدام سبج..!!

 

 

 






مراجيح



أولاد يراقصون الهواء في الفضاءات بارتجالات شتي ويفرون في اللحظة من أسر الممكنات.. ينفلتون في صخب مدهش والحكايا تشد عوالم سحرية بين صعدة وهبطة تترى أحصنة بيض وفرسان وفتيات منتظرات وأطفال وعجائز – دائمًا – هناك في الأعلى من صار أقوى.. الغول والتنين والنسور تهبط رعبًا ينتشر وانفراطة فزعة للذين يقطنون الأودية بأحداق جاحظات ورغبات متعبة... بَرَاحات مراوغات قد تكون خلف الأبواب المغلقة– ترقبًا دائمًا لآت أو ابتسامة طفولية ناعسة – براحات مراوغات – مخبوء تفضحه انخطافات الألوان من الوجوه وارتجافات الأكف – مراجيح . . . فرصة متاحة للطيران بلا خفق وادعاء . .
















والذي يمشي في الطرقات طويلا بلا غاية – أنا :

ومن يحيطني بذراعيه
ويقول لي – ارحم نفسك
كفاك توقف . .
ضقت بالنهنهة مستندًا إلى الجدران والمنضدة
ضقت بالصراخ والبوح في الطرقات
أمام المرآة .. .. .. ضقت
فمن يريح رأسي المتعب علي كتفه
ويهمس – فضفض . . .
والذي يمشي في الطرقات طويلًا بلا غاية – أنا
مساءات كثيرة فضفضت فيها للخلاء
وشهقت أطول من النفس وزفرت روحا أنتنت  . .
أمشي وحيدًا دائمًا – أقيم أحاديث جانبية مع
الذين لن تدركوا أبدًا – وكل الشوارع بها
خلق عادي أو ربما ليس – فمن إذن سينتمي لي . . –
ولا يصاحبني - فقط يخش نفس دائرتي المتعبة – وأنا
لست روحًا معذبة – ومن سيقول تعقل – او - ارحم نفسك
انفجر . . . أو . . .الكثير من هذه الأقوال الغبية التافهة – المرتبة . . .
ومن سيكون حدقتين جاحظتين وصمتًا طويلًا ويخش الموات
مترنحًا – كان غاضبًا – أنا – كنت صغيرًا أشب علي أطراف الأصابع
أمد يدي تمامًا – كي ألامس نجمًا وأدغدغ غيمة تغادر وأطلق
للبراحات غاياتي الطيبة والعين مغلقة  . .
ولما رأيت  . . . . كانت كل الأوقات قد صارت فائتة . .

























عمر من بين الأصابع يتسرب  . .


الطريق تمتد – وثلاثة يضحكون
والأشجار علي جرف الترعة في الليل تأخذ أشكالًا مخيفة
ثلاث جنيات مسدلات الشعور أرى – وربما في الماء كن
يغتسلن –نرتعد ونسير ثلاثة متحاضنين ويميل أخي
برأسه قليلًا – يشير نحو شجرة بجوار مصلى ويصرخ . .
هذا أرنب بري في قفزة لا تنتهي . .
فراغ مراوغ وهسيس يأتي من غيطان الذرة المفتوحة
لمة صغيرة بنزق قليل وغفلة عن عمر من بين الأصابع
يتسرب . .
والطريق تمتد – ثلاثة يضحكون . .
يخرجون للصيد ويعودون – ربما والجعبة خاوية . .
"وهدومنا الجديدة ماليها التراب وقلوبنا السعيدة ناسيها العذاب "
يتسابقون والمعبر ضيق – وصوت الماء مخيف – وزلة القدم
قاتلة – والثلاثة يضحكون – لمة صغيرة بنزق قليل
وغفلة عن عمر من بين الأصابع يتسرب ..


عشرون عامًا قبل – الآن – الميت


ومن يقول لها – والله أحبها –
عشرون عامًا قبل – الآن – الميت
يحبوان معًا ويتناغيان من فوق الحجور
يجمعان حبات الحصى الصغيرة – ويلعبان
والغيطان جنة وعشة البوص وسط أشجار الطماطم الصغيرة
خبأة عن العيون والمتعة بلا ذنوب – براحات بريات وغفلة
لحين – غايات تشكلت في انفلاتات جمع التوت والجميز
والوقوف علي أطراف الأصابع ومد الذراع على آخرها..
ولمة حول راكية – والله أحبها – صمت وبربشات وحركة
إصبع ومسميات . . لغة خاصة وأحلام تطير نحو غيمة
صغيرة تطير . .
ولد قصير سمين خجول
وبنت عفريتة بحاجبين متصلين – وروح
"والله أحبها "
اثنان فقط – يحاولان بين أرض وسما..
غايات طيبات ورغبة صافية – والحركة غبية – والرؤية غائمة
لا يد تمد ولا جدار يساعد علي الوقوف – دروب مقفرة وضباب
كثيف.. مخيف انفراط الأصابع والحدق جاحظ – انتهاء عنيف لبدء
شفيف أو بدء عنيف لانتهاء شفيف..
أقول – أعود  وحيدًا– وأتردد.. أطرق الباب – لا أحد 
أدخل– لا أحد.. لا عينان حائرتان ولا كف متلهفة
لا سلام.. أقول– أحبك والله حرام..!!




















واجهات المحال والبنايات الشاهقة
وهذا المروق المخيف خلفي –وأنا


واجهات المحال والبنايات الشاهقة وهذا المروق المخيف خلفي –وأنا
أنظر لأعلى واسع الحدق مفغور الفم أكور يدي أهصر الهواء وأطلقه
والصفير في الأذن وأحيانًا فمي مصدر الصفير – أردد ألحانًا كثيرة
بغية الخروج من رتابة دقدقة القلب ورجعة النفس بعد خروج– والخارجون
خارجون يخبئون الوجوه في الكفوف المرتعشات ويخرجون محملين
بالأسى والامتعاض وفي الجسد أشياء صغيرة ترتشق.. ويخرجون خائفين
لا يلتفتون للوراء– قط– والسماء فوق الرءوس تمتد والأرض تحت الأقدام
التائهات– وفي الصدور قلوب مضطربة– وفي الرءوس بحر وملء القبض
قواقع تتكسر وفي الحلق صيحة فخ انغلق علي . . . . . قدم

واجهات المحال والبنايات الشاهقة وهذا المروق المخيف خلفي– وأنا
محني الرأس مغلق العينين ويداي متدليتان جواري والقدم تصدر صوتًا
فظيعًا لما تحتك بالأرض ولا تنتقل.. وطنين في الأذن والفم مطبق
والفكان يكزان– أنين ونشيج علي رجع النفس ودقدقة القلب والخارجون
لا يضجون بالقطارات والضجيج صلاة للخروج دمع في عيون لهفى وعيون
خابيات زائغات والخارجون خارجون خارجون وعنقي تكاد تكسره  الأقدام الهابطة
 من السماء بالبشارة وكل الأشياء الأخرى والليل ليل والنهار حتى ليل
وأدرك لليل سواده قمر ونجوم وللنهار شمس، أتسمع
الأصوات كلها تخفت تبدأ عالية جدًا وضجيج– حتى– وتخفت في فزع
ما عاد ينتابني ولا ضيق ولا قرف وقد تدلت يداي جواري واهتزتا من حين
لحين في الكف شظى وفي الجفون وفي الحلق– أنة واهنة رجع خطو
كائن مشي للسماء برأس محني وعين مغلقة . . . . . . . وألم

واجهات المحال والبنايات الشاهقة وهذا المروق المخيف خلفي ــــــ وأنا
أدير في الزحام رأسي أفتش في السحن عن سمت يشاركني ما لم
أفعله بعد ــــــ ويأتي ... والآخرون هؤلاء الأخارى الذين سبقوني وتركوا
لي كل الذي عبأني وسجن البحر في رأسي وملأ صدري وكفى بالقواقع
الأخارى علموني كيف أري وأرى وأري وأري الأهم ـــــــ كيف أقف رغم
كل شيء لأقيم أحاديثي الجانبية مع الذي أرى مطبق العينين والنبوءات
دائمًا تبدو مستحيلة لكنها بالطبع غير ممكنة – فقط – آخذ الخطو
وأشد غبار المسافة خلفي لا يمينًا ولا يسارًا أقفز فوق الدوائر
وأهب لي خطوتي ورأسي يدور في الزحام يفتش عن سمت ينتمي للأخارى
مذكور في الكتب القديمة والأساطير محفور في الجدران وأحيانًا أراه في
القمر والسحب وتكتبه في سواد الليل نجوم – سمت ينتمي للأخاري وروح
تود لو تمتد على كل الأشياء ودائمًا . . . . . . . . . . . . . تلتم


واجهات المحال والبنايات الشاهقة وهذا المروق المخيف خلفي – وأنا
أدرك تمامًا أنني أخير جديد – ولا عيب هكذا صرت أخيرًا ينتمي للأخارى
في كل الأزمنة والأمكنة لأبدأ إذن خطوي ولتكن لي آثار واضحة وصريحة
أخير.. ليرى ويندهش ويمتعض ويحتج ويقول ويصرخ ويرتج ويمتد
يلاطم الهواء والصخر والسحن الفزعة ويرتد يقبع بين الجدران ويدور
أخير لابد تبقي حتى النهاية – أخير– تزيح الأتربة وتقشر الجلود وتفتح
عيونًا وتفقأ أخر وتمشي للسماء تنزل النهر تتمرغ في الأتربة
والعرق وتنزل النهر وتمشي للسماء . . .
أخير                                                                   دم












تفرس في وجهي جيدا – تغيرت عن أمس


تفرس في وجهي جيدًا
تغيرت عن أمس
صحيح
كثيرًا..
وكان ممتنًا
وكنت ممتنًا
والصيف تقتحمه الغيوم..
وأحتال
ألبس الأشياء ما ليس لها
وأدعي
كي أفلت
بشيء صغير– حتى
ولذا
فالتفاتتي المصطنعة
ستبدو رائعة جدًا
ومثلها مدة شفتي السفلى
ورفعة الكتفين لأعلى
وأيضًا تلك الإشارات البلهاء
وسبابة يدي اليمني تشير أو تعترض
فأقضمها – علي الأقل– مرتين
وأبتسم – مصطنعة–
وأطلق قبلًا للهواء
كل الأشياء– مصطنعة وستبدو رائعة جدًا
خطوة أولي– للجنون
فتفرس في وجهي جيدًا
ودار...


وعندما  أدركت هذا
تمامًا
بدأت أقشر جلدي
هكذا
كان تصوري للألم مخيفًا
وكان شعوري به شيئا طيبًا
وجلدي
ملآن بالوشوم
وجه بلا جسد لحبيبتي
قلبان وحرفان وزهرة
شمس وقمر- وغيمة صغيرة 
واعدناها لما تكبر تحبل بالمطر
وغيمة واحدة لا تكفي...
وأشياء أخرى
تبدو سريالية أو تجريدية..
وبدا لي
لحمي ورديًا وطريًا
يطفر بالدم حينًا
وحينًا ينتفض..
فرخًا صغيرًا بلا أبوين أقبع
في الركن ممددًا عنقي
أوصوص مسترحمًا يا من تعرفون الخفق
علموني..
خفقتُ مرة- وحلقتُ
في السحاب حتى الشمس ولم أر
إلا وريشي يحترق
فخفقت معاندًا
رفرفت.. ثم رففت
وأنا أحتك بالجدران– متساندًا
يا من تخفقون.. .. .. ..
قالوا – انتظر لما تزغب –
قلت – أبلا جلدة أزغب –
ولم يحمل لي الهواء
سوي الصدى
..     ..  ..  .. ..  ..أزغب . . . .


وقفزة قفزتان
فرخان من العش يسقطان
يطيران ولا يطيران
فرخان يدركان
للخفق لذة
والسقوط أول الطيران
لكن – بلا قط . . .  !!


سيمياء للخفق . .


وأتسلل إلي كون الخفاق
ليلًا . .
وبدني يتفتت قبل الولوج
كائن أسطوري يكمن
في الأمكنة – جميعًا
حدق متسع وكف مرتعشة
وروح تروح – تفتش عن رائحة
تروح . .
وبحر يحمل ملحه فيه ذائبًا
ويقذف القواقع تحت القدم
وأطراف أصابع متشنجة في القبض
والامتداد كي تطول  . .
وأنامل منفرطات
وروح تروح – تفتش عن رائحة
تروح  . .


سيمياء للطيران


تروح . . .
وروح تروح – تفتش عن رائحة
وأنامل منفرطات
والامتداد كي تطول..
وأطراف أصابع متشنجة في القبض
ويقذف القواقع تحت القدم
بحر يحمل ملحه فيه ذائبًا
تروح  ..  ..  ..
وروح تروح – تفتش عن رائحة
حدق متسع وكف مرتعشة
في الأمكنة – جميعًا
كائن أسطوري – يكمن
وبدني يتفتت قبل الولوج
ليلًا
أتتسلل إلى كون الخفاق....
                           


للموتى رائحة – أخرى



 للموتى رائحة – أخرى
تختلف كثيرًا– وتميزهم..
رائحة ثقيلة
لا تحملها الريح– لمكان
فقط-
لو تعرف كيف تشمها....


وخيوط بيوت العنكبوت
واهنة ومهندسة
ولزوجة غريبة علي الجدران المهترئة..
أنفاس تتراءى – حينًا
وحينًا آخر– لا شيء– تمامًا..



أن تخطو
فهذا هين جدًا – وتافه
فقط- ترفع قدمك قليلًا عن الأرض
وتمدها قليلًا في الهواء
ثم تنزلها- ثانية
وهكذا
ببساطة- تخطو
ويمكنك – أيضًا
القيام بأفعال أخرى
تبدو إرادية – تمامًا
لكنها– في الواقع
من الموت هاربة..
إحم....
والقشعريرة تسري
والبرودة..
فترصرص وتصر
وتصمت منصتًا– أصم
 حدق جاحظ وأوردة جف فيها دم....
وتفزع
لما يرتمي ظلك- أمامك
  علي الجدار
كان خلفك ولم تر..
ودرت.. فدار
ولما تغيرت زاوية سقوط الضوء عليك
كانت رأسك مطأطأة
وكتفاك لأعلى
فكان ظلًا مخيفًا- وانبرى
كلما دنوت منه تضخم
كلما بعدت عنه جرى
لا شيء حدث– لا شيء جرى
فقط- زاوية سقوط الضوء عليك تغيرت....


وتفتح كل الأبواب– ولا شيء
الأتربة والعناكب– ولا جديد
فقط الرائحة
ووجه حبيبتك
يقول – بعدي– لا أستطيع التقبيل
من نزع من جسدي الفتيلا
وتركني– أنتثر هكذا . . . يا ا ا ا ا ه
إنهم يمرقون خلف ظهري
جماجم بعظم الكفين عليها
أظن أطول مني قليلًا– بلا جنس
ثُمّ– كنت منتشيًا تمامًا والزجاج
تحت قبضي يتهشم....



وهذا الباب المغلق
رمادي– وأظنه كان أسود أو أبيض–
بقفل كبير صدئ
وراحات أكف عديدة
ويخمشون..
أصخ...
أه– إنهم يخمشون..
لأبص – إذن- من ثقب للمفتاح
يااااااااه– محجر غائر ينفز فيه دود
وأفئدة....
والأجنحة..
بعرض الجدار
وفي إطار بحجم كف الوليد
أجنحة وصبرت..
كل الأحداق جاحظة
والأفواه متخذة هيئة المندهش في امتعاض..
من يدرك والطقس معاد..
وصدي الرفيف يخفت
والبحر ينفلت من الرءوس بملحه
يعارك الجدر..
ينقض.. ويرتد لينقض
يأكل في الجدران
وتبقي... شائهة ومستفزة
تنفذ لمكمن الوجع الأسيان
بدنًا قد وامتد وطال المد
فعب ماء بملح– وامتد
وطال الرمل فارتمى وتقلب
وارتدى ثوبًا منه ينفك فتتفرط حباته
ويلم فتتفرط وما مل..
والبدن الغض يقع في الركن يرتعد ومطوي..
        - من يدرك والطقس معاد..-


وأجد العفن على العظم
وشرانق وشرانق
وبين عظم يسقط وعظم ينفز
تطير فراشات وفراشات تطير
والممر
       أوله طرف بحر يمتد
        آخره جمر يتقد ................!!








و الولد طيب جدًا وجميل


مدهش و ..
ومفزع جدًا
هذا الوضع المبتكر
القرفصاء– والرأس بين الركب..
ولا شيء–
خيالات مآتة– بلا حقول
بلا طيور
فقط– أسراب من الذباب
بين أزيز وطنين
وعفن لزج– ينفلت أنين
وتسري فى الجموع رعشة خاطفة
ولا جديد
وأيضًا
المقامرون دائمًا ينتحرون
أو – تصاب قلوبهم بسكنة مباغتة .....!!



وهذا السكير
العجوز...
يجلس كل ليلة– ملاصقًا
لباب "الخمارة" الواطئ
بقنينة خشبية
رعشة مفاصل
وقلب يدق..
في أول الليل– يتمايل..
ويغني..
وآخر الليل– يتأوه
ويخمش خشب الباب
وفجأة– ينتابه فزع غريب
يصرخ ويجري
يقذف المارة بالحجارة
طوال النهار
وفي الليل
يجلس القرفصاء والرأس بين الركب– ملاصقًا
لباب "الخمارة" الواطئ ....



والولد
طيب جدًا– وجميل
 كان سيكون
ولم يكن
الولد ساذج
أحب بصدق– ساذج
بدا له الطريق فجرى
يسابق الزمن
رشيقًا جدًا– وماهرًا
لم يدس في القذى– قط
ولم يواجه
الولد
يعرف حضن محبوبه – فقط– سكن
وصدره يضيق
بالمقرفصين والرءوس بين الركب
يقول دُق يا قلب يا قلب دُق
خطوتان فقط خطوتان
ويعافر ورجع الغناء عنيد
" يا أحلامى الكبيرة
ما بين أحرم وحيرة
سرق الزمان صوتي
قبل الغنوة الأخيرة.."



الولد
يحتاجك يا محبوبه– ليرتكن
خطوة واحدة قبل حضنك الواسع


الولد
الطيب جدًا
الجميل
كان سيكون
ولم يكن
ويضيع .. .. ..

إذن
هي الخطوة قبل الأخيرة
وكيف يتحول فعل الحركة– إلى كابوس
أو–
القدرة على الوقوف
القدرة على العناد
ورؤية السراب القادم
والطقس معاد
والرقص على قدم وحيدة
والقدم العنيدة– شريدة
في الهواء



ماء ....
- ماء بملح قضم طميًا
من تحت قدمي واعتلى..–
وكيف تصير إلى أعلى
روحًا في بدن من رماد
ثُمّ
كيف تكون معلقًا
بين أرض وسماء
وأيضًا
الجديد معاد....!!













وربما تعرف كل شئ
فى آتٍ بكل ما لم تفعله بعد.. ويأتى..–

























كل الصور والأصوات ضائعة ..



الرجل الذي تأخذه خطواته من شارع لآخر
يحمل همًا عائليًا كبيرًا
فظهره محنى وعيناه زائغتان
تابعته ..
وهو يشوح في وجوه البتارين
ويقف طويلًا أمام " فستان صغير "
يده في جيبه والأخرى تحجب دمعة تفره ..
وفزعت ..
وهو يؤدي رقصة الموت مع الباصات المسرعة
تأخذه خطواته من شارع لآخر

تطارده أصوات الصغار

ضجيج ....
تطارده أبواق السيارات
تلمع جبهته بحبات العرق
وتصير كل الصور والأصوات ضائعة ....

ولا أعرف
لماذا أردد تلك الأغنيات
لما تشدد اليد الضامرة المعروقة
من قبضها على الرقبة
" مع مين راح أكمل مشواري
وأرتاح مع مين.."
تطاردني أشباح وخيالات
وأسمع صدى أصوات تأتي من البعيد
ولما يقول لي عجوز – ساعدني علي عبور الشارع–
أعود مرددًا
           - من يمد لمن يدا..-
وكل الأشياء متشابهة في الشوارع الجديدة
والناس يبدون غرباء
ودودين لما تسألهم شيئًا
مسرعين جدًا – وتعساء
وضجيج..
أدور في الشوارع
والخطوات متعبة..
تطاردني الأمنيات الخائبة..
أردد
       " ساعات أقوم الصبح قلبي حزين
       أطل بره الباب يا خدني الحنين .. "
وأطوح يدي في الهواء
أبتغي الذي يبتغيه الجميع..
رفيقًا– يعينني علي الذي
أخذته الشموس الغائبة..
أعدو – أصرخ– أُطوح يدي
وحبات العرق تتساقط– مالحة
وكل الصور والأصوات ضائعة....‍‍‍!












يسمعون – فقط – عن المولد النبوي ..
 


والأولاد الذين لم يدخل عليهم آباؤهم
بالبهجة في أفراس.. سفن وعرائس
من حلوى – ليسوا فقراء جدًا
ولا يبكون من ذلك– أيضًا
يسمعون – فقط– عن "المولد النبوي"
وعن أولاد يأكلون الحلوى حتى توجعهم بطونهم
ويقفون طويلًا أمام المحال بعيون مفتوحة
ودموع معلقة....







سِر ..


سوف أقول سرًا..
هذا الشباك أسرني تمامًا
أرى من خلاله حائطًا لونه لبني
قطعة ورق مزركشة ومروحة كهربية
وبنتًا– في السادسة عشر
خمس سنوات– بلا كلام
والألفة بيننا تنمو
أريد أقول لها
يا بنت – أحبك–
وأبدأ معها– من جديد..
أنا غبي وميت

  
    يقول لي واحد – في قمة انفعاله –
أنت غبي وميت
فأندهش – وأردد " أنا غبي وميت .. "
وأهمس للبنت
أنت برية– جدًا
فتتلوى بين يدي– وتردد
" أنت غبي وميت"
فأنفعل وأمشي في الطرقات ثائراَ جدًا
أبصق في وجه الرجل الضخم
الذي يصدمني بكتفه
فيصرخ وهو يكاد يقع من الضحك
" أنت غبي وميت.."
ولما أبكي في حضن أمي
تقول لي بالطبع – لا-
ثُمّ– أراها وهي تبكي..
   

     صباحًا
وأنا طالع وحدي
أشعر بأنفاس دافئة لاهثة علي أذني
أكون منتشيًا– غالبًا
ولم أنم من أمس– أدندن
" وبقولك إيه
تجيش نعيش.."
تطن– أنفاس دافئة لاهثة– تطن
سوف تموت
بطلقة طائشة
أو قنبلة في الميدان...
وتطاردني–  " قل يا شيخ
مات من غير سبب.."–

والذي يحب الناس جميعًا– هو غيري
ووجهي في المرآة هو وجهي
وجسدي في الطرقات مازال
ولن أباعد بين ذراعي– قط
ولن أبسط لأحد كفي– أبدًا
 أنهار وأنهمر وأنهز وأنهد
هاجس هائم وهائم بهاجس..
أريد أكون من يستطيع يعيش..




الأشياء التي لا تحدث تأخذ أشكالًا مغايرة ..




للبنت التي بدأت معها
ونسجت بيننا الخيوط واحدًا فواحدًا
وتسلت بتقطيعها في غيبوبة شبقة
لها أقول ولست غاضبًا أو منفعلًا
" غيرت فينا السنين.."
فجرحي الذي نكأته مرات الوجع
بينكما– الآن جرح عجوز وطيب
قد ينز مرة لكنه لا ينفتح..
والولد الذي لم تعرفيه قط– الآن
يحاول يبدأ من جديد..
من جديد..
والخطوة صعبة المراس من طول الوقوف
والنبش في أنقاض الذي طاول السماء
فجاءة– بذكري مخبوءة تحت
الذي أراه الآن ضباب..
من جديد
والولد لم تخنه المساءات ولا السماءات
خانته التي قدت من حجر وتدحرجت
فانتثرت ولم تسقط مطر..
شظى التي الآن تتسلى بملء البطون
وعد الطيور التي تخفق فوقها– للبعيد
شظى الآن التي خبلتها الخيوط المقطعة
وللولد نزقة جديدة تطل له من شباك مقابل
ترقص وتغني وآخر الليل تمر في قميص نوم أسود
والشعر قصير ومنسدل
سيقول لها الولد – يا بنت أحبك– وترد وأنا
ويبدأ من جديد..

    ويبقي ..
   وتكون رغبته طفلًا يقض مضجعه
ببكاء متصل ويبول مرات علي ملابسه
ولما يحبو يتسلق جسمه ليلعق وجهه
ويشفي ريقه الذي يجري جرحه العجوز ويبتسم
براحات طيبة تنفتح وراحة دافئة
تسري في أوصاله المتعبة...


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

·        تمت كتابة هذه النصوص الشعرية في الفترة بين 1994- 1996.. ولم تنشر ..                 






سيرة ذاتية للشاعر

v    ياسر شعبان.

v    المهنــــــــــة  : كاتب ومترجم حر..

v    تاريخ الميلاد : 4/4/1969.

v    المؤهل الدراسي : بكالوريوس طب وجراحة عامة – جامعة عين شمس.

v    الخبرات المهنية  :
·   سكرتير تحرير ومشرف على الترجمة، مجلة العصور الجديدة، 1999/2000.
·        محرر ومترجم، جريدة أخبار الأدب المصرية، 2000/2004.
·   كاتب ومترجم حر في : العربي – العربي الصغير – الحياة – الوطن السعودية – جريدة عمان – مجلة الرافد – مجلة البيان – مجلة البحرين الثقافية – مجلة سطور.
·        عضو اتحاد الكتاب المصري "  شعبة ترجمة ".
·        مشرف على قسم الترجمة و الإبداع، مجلة الهلال المصرية.
·        رئيس مجلس إدارة جمعية نوافذ للترجمة والتنمية والحوار.

v    كتب مطبوعة :

·        إبداع :

-         بالقرب من جسدى, مجموعة شعرية , الهيئة العامة لقصور الثقافة , 1997.
-         أبناء الخطأ الرومانسي , رواية , الهيئة العامة لقصور الثقافة , 2000 .
-         أبناء الديمقراطية، رواية، 2006، رويات الهلال
-         المصائر، رواية، 2011، نوافذ.
-         الكمبيوتر يحكي، كتاب للأولاد والبنات، دار الهلال، 2014.

·         ترجمة  :
-         الجبل الخامس، باولو كويليو، رواية، دار ميريت للنشر، 2001 .  
-          العين، فلاديمير نابوكوف، رواية، دار ميريت للنشر، 2002 .  
-         السيد ستون ورفقة الفرسان، ف . س . نايبول، رواية، دار ميريت للنشر، 2002 .
-         نصوص 2000 الممنوعة، مقالات، دار ميريت للنشر، 2002 .
-         حكايات الشعوب، قصص للأطفال، دار الهلال، 2002 .  
-         العولمة والواقع الجديد، محاضير محمد، دار الكتاب المصري واللبناني، 2003  
-         دليل محارب النور، باولو كويلهو، مركز الإنماء الحضاري، 2004 .
-         لعبة ويستنج، إيلين راسكين، نهضة مصر، 2005 .
-         تعلم قواعد العمل، مكتبة المهارات المهنية، نهضة مصر، 2006 .
-         البحث و معالجة المعلومات، مكتبة المهارت المهنية، نهضة مصر، 2006 .
-         أخلاقيات العمل، مكتبة المهارات المهنية، نهضة مصر، 2006.
-         مهارات تنظيمية، مكتبة المهارات المهنية، نهضة مصر، .2006
-   سلسلة الأطلس التاريخي ( مصر – الإمارات – العراق – اليمن – الكويت)، دار إلياس العصرية، 2007.
-         مراجعة سلسلة علماء العرب( البيروني، الخوارزمي)، دار إلياس العصرية، 2007.
-         حكايات عن إساءة الفهم، أومبرتو إيكو، 3 محاضرات، الهيئة العامة لقصور الثقافة،2007.
-         ترجمة كتابين في مجال التنمية البشرية، مؤسسة بلومزبيري قطر.



·         جوائز :

-         المركز الأول في الرواية – مسابقة نادي القصة – 1995
-         المركز الأول في الرواية – مسابقة أخبار اليوم – 1997
-         المركز الثالث في الرواية – مسابقة صندوق التنمية الثقافية – 1997
-         المركز الثالث في الرواية – مسابقة مجلة الصدى- الإمارات – 2001
-         المركز الثالث في الشعر – مسابقة هيئة قصور الثقافة – 2003
-         المركز الرابع في القصة – مسابقة جريدة أخبار الأدب المصرية – 1998
-         المركز الخامس في القصة – مسابقة مجلة الصدى - الإمارات – 2003


·   بريد إلكتروني:

مدونة:
Translationhighway.com       
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads