الرئيسية » » الصّادق الرضي | كأنني لستُ هنا

الصّادق الرضي | كأنني لستُ هنا

Written By هشام الصباحي on الأحد، 19 أكتوبر 2014 | أكتوبر 19, 2014

الصّادق الرضي

كأنني لستُ هنا

 

 

الصّادق الرضي

 

 

وأنتّ لا تعودني

 

مريضٌ يشرف عليه أطباء وممرضون لا مرئيين، العربة ترقص خضم الليل من جسر إلى آخرِ نافذةٍ تعبرُها العَينُ، فلا تنبِّهُ حديقةٌ عناقَ ثعالبها العشاق؛ كدت ألمس وجهك ليلتها: أشرفتُ على الغرق في كيمياء المحاليل الوريدية- مرَّةً، بدا بستانُكِ عالياً، بدوتُ محلِّقاً نحو قعر الهاوية، لم تك تلك- بالطبع- مأثرتي!

 

 

Panic attack

 

نعم، سننفق على هذه اللعبة الخطرة، من حسابنا السرِّي، يوم القيامة

ليس معقولا أبدا، أن أنسى بهذه الطريقة

طعم ضحكة مطهوة بغنج جيد، لأرد على رسالة في الهاتف

أو أن أتجاهل هاتف اللحظة المبهّرة، بلا حساب!

 

... ...

ظلّت النافذة مغلقة نحو 4 أسابيع

لكن صوت القطارات لا يزال نافذا، منذ الخامسة صباحا

لن تذهب ثأراتي سدى

صدَّقيني

ستحصلين على حِصتّكِ ممّا حصل!

 

... ...

السراب ليس كله سرابا!

 

 

Tattoo

 

ليس بالضرورة قرب غابة صغيرة أو حديقة

تهاتفك في ظهيرة صيف ما

ربما: تهاتفك الواحدة صباحا

تشهق لمجرى الجرح، لأثر مرأى الجرح في الشريان

لأثر مرأى الجرح القديم!

 

كل شيء كان مُعدَّاً بعناية فائقة

لذلك حلَّقت الفراشات مُلوّنة- ساعة الله المُتْقنة

بَرَقَ كلُّ شيء

وهي تُسبِّحُ بحمد الذي لا يُعدُّ ولا يُقاسْ

... ..

قلتُ لك ما لم أقلْ

شهقتُكِ قالتْ كل شيءْ

يَدُكِ على يدي، كوب الشايِّ وكأس القهوة الحنون

ليس أكثر من قُبْلتكِ قبل أن أقول وداعاً

 

... ...

أتقنتُ أن أحفظ سرّكِ

أتقنتُ نسيانكِ، لكنما مهرجان الذي بين فخذيك

لكنما مهرجان الفراشات والأخضر الكوكبي

عند ظهرك المُشتهى

المهرجانُ- المهرجان!

 

... ...

ثوبُ ذئبةٍ آخر اللَّيلِ يبرَزُ

يبرزُ ثوب الحنانْ!

 

 

ما اسمكِ؟!

 

أتعلّمُ أبجد كونكِ، كلّ ثانية أتقّيكِ فيها

أتعلّمكِ على الهوى مباشرةً

فمُك مسجدُ الفَمِ المُشتهى

ولحنوّكِ رايات لا حصر لها.. ...

 

... ... ...

ليس اسمكِ اسمٌ ولا وصف لك

أنتِ.. أنتِ

ولا حرف يصلحُ

يصلحُ رَمْحُكِ فرساً تُعْجِزُ زوبعة الريحِ

روحك تُعْجِزُ جوهرة الرُّوحِ

... ... ...

 

أتعلّمُ اسمكِ و وَسْمَكِ

أتعلَّمُ حتى ألاقيكْ!

 

مطبخ الصديقة

 

جدار اللغة لم يك فاصلا، في مطبخ الصديقة

في مطبخ الصديقة موقدُ الجسم أشعله الليل

كأسُ الشايِّ وإبريق النبيذ

التعاطفُ الفذّ مع طفولة العاطفة

المكان الغريب

الاسم الغريب

والضحكة المستثارة من غربة الصوت

والشمعة على حافة "البانيو" تستعطف ألسنة الوجد والرائحة

 

... ... ...

ثمة أيقونة نادرة النحت قرب العنق..

ثمة العنق..

ثمة الإبط، والسُرَّة..

ثمة ما تعتنق الرّوح- بلا ترجمانْ

 

.... ... ...

جدار اللغة..

والكلمات العاطلة..

ليلتها..

ثُمَّ.. مجمرة الوصل والأدعية!

 

19-29 سبتمبر 2014

 

شاعر وصحافي سوداني يقيم في لندن

alsaddiqalraddi@gmail.com

 


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads