في البيت
عن موقع الكتابة
سارة عابدين
أحتاج الكثير من السكون لأحدد بدقة ما أشعر به من بين أكوام المشاعر المختلطة داخلي. أحتاج أن أصمت لأقرر ما إذا كان الذي أسمعه هوصوت ارتطام الهواء بمروحة السقف فوق رأسي أم طنين موتور المياه في أسفل العمارة .
أحتاج الكثير من الحزم لأرفع صوتي وأطلب من زوجي وبناتي أن يخفضوا ضجيج مرحهم قليلاً، لأن ضحكاتهم تصطدم بالكلمات المتناثرة حوليفي الهواء فتسقط الكلمات كلما أوشكت على التقاطها .
أحاول بدأب التقاط الكلمات كلاعب فاشل في السيرك كلما التقط كرة سقطت منه أخرى؛ أفكر في عرض جديد أكتب على لافتة دعايته (تعالوالتشاهدوا عرض الكرات المتساقطة (وبينما تسخرون من اللاعب سيستمر هو في محاولاته الدؤوبة لالتقاط الكرات بشكل غير اعتيادي بعدد لانهائي من الاحتمالات .
يقذفها في الهواء ويحاول إعادة ترتيب الفوضى في صفوف أو طوابير أو أكوام متجاورة أو حتى يترك الفوضى هكذا دون أي ترتيب .
لا قانون للفوضى ولا ملل في العروض، في كل مرة عرض جديد غير مكرر تماماً، لا يستطيع الجمهور تخيل الفوضى القادمة .
هامش:
بينما اللاعب منهمك كليًا في العرض جاءه خبر تخلص العالم من أحد مسببي الزحام فيه، ليذكره أحدكم بضرورة إرسال رسالة لقابض الأرواحيشكره فيها ويرجوه أن يعمل بجد أكثر؛لأن الشوارع أصبحت مزدحمة أكثر مما يحتمل ، وكلما سقطت قبعته يدهسها المارة ويضطر لشراء قبعةجديدة للعرض التالي .