وردة الأرض
فرانسوا باسيلي
فرانسوا باسيلي
كل أساطيري
هوت
كل آلهتي
سقطت
وتآكل علي الغيم ظلي
آية السماء للسماء
ووردة الأرض لي
***
قالت المرأة الوردة
كل شيء هنا هاديء
ما عدا جسدي
نافرٌ نحوك
ولا أحدٌ قادرٌ أن يرده
...
قالت المرأة الفاضلة
جسدي فاصلة
بين نونٍ ونون
نون النساء ونون النوي
يؤرخ ميلادنا ساعةً
ويكتب أهوالنا ساعةً
يسجل حرفاً فحرفا
كيف نسقط صفا فصفا
فتثمل أبراجنا بدم القافلة
...
قالت المرأة الوردة الذابلة
جسدي حافلة
تتطوح تحت لهيب الصحاري
تنهب الطرق القاحلة
لتهرب من أذرع القادمين الغزاة
والجائعين العراة
والدعاة ومن رجموا وردة الأرض
بجماجم أمواتهم
...
قالت المرأة الراحلة
علي سفن المنفي
وهي تغمد في جسدي نصلها
جسدي يتضور في بلدي باكيا
ظل يبحث عنك وعن خبزه
عارياً
دنا وتدلي
فتجلي بشهوته الكاملة
...
فقلت لها
وأنا صاعدٌ درج المقصلة
أكملي الطعن لا ينتظرني أحد
هنا أو هناك
لا جنية تؤاخيني
ولا ملاك
يحرسني
ولا نبي يخلصني
من خطايا أبي
ويؤم رحم زوجتي العقيم
بالولد
...
لم يعد لي في البلاد بلد
صرت وحيداً
في وادي ظل الموت
كل أساطيري هوت
كل آلهتي سقطت
وانهدم المعبد
وهرولت مدني إلي الهلاك
تشتهي ميتةً عاجلة
...
أكملي الطعن إن الجسد
بلا طعنةٍ منك لا يتئد
علي جمره، ولا يتمدد
في قبره
ولا يتجدد
إلا بنصل محبتك القاتلة
شاعر مصري من المهجر الأمريكي، صدر له مؤخرا ديوان" شمس القاهرة ..ثلوج نيويرك"