كريمة نادر
لن أدوِّنَ هذه الفكرةَ
كريمة نادر
1-
ولدتُ ذكرا بساعدينِ كبيرينِ
وصدرٍ منفوشٍ
وصوتٍ أجشَ وقدمينِ عريضتينِ
وعندما أقطنُ بيتا في شارعِ فولتير
سأشاركُ في كومونة 1871
كنتُ أنحفَ وأتخنَ
سأصبحُ شقراءَ بِعَينينِ كالبحرِ الأحمرِ
أنا انجليزيةٌ وأتقنُ التانغُو
ألبسُ أحذية بكعبٍ عالٍ
وأتهادى مثلَ حَمامةٍ
كنتُ ابنة وزيرٍ
ولديّ سيارةُ هامرْ حقيقية
وفروُ دبٍّ قطبيِّ يُغطي نصفَ أوهامي
لديّ بيتانِ
واحدٌ للحياةِ وآخرُ للموتِ
وحَياتانِ
واحدةٌ للحكمةِ وأخرى للمُجونِ
لم أعرِف من عرفتُهم
وعرفتُ آخرينَ...
لن أدوِّنَ تلك الفكرةَ
ومكانها ستحُط ضفدعة خرساءُ
غادرتُ حين عاد المسافرونَ
وكفكفتُ أهدابَ حوضِ السباحةِ
في آخرِ أيّامهِ
أكتبُ شعرا كهذا
أم أشاهدُ فيلما لروبرت ريدفورد وحيدا؟
2-
أنت هاربٌ من كتاب قديم
إلى نجوِم شُرفتنا
تُحَرّرُ الضوءَ من قبضة الشوارع
تُباغثُ الاثنين: مزاجُهُ عكرٌ
وشمسُه شَعثَاءُ
أنت تُهرِقُ زئبقَ المعنى وتمضي
فنضيعُ في اقتفائه
الأسرى يصرُخون في كلماتك
يتقافزون، كالأطفال أمام الحلوى
3-
دائما أتفرجُ على الفيلم عشرَ مراتٍ
لأنك تنامُ قبل النهاية
دائما تُعيد القصيدةَ في قلبي خمسَ مراتٍ
فيكونُ لها وقع الأحصنة على سرير قلما نزوره
وأنت تدندنُ موسيقانا بين نهدي
وتفيضُ من صدري
أحبكَ كالنبضةِ الأولى
والصرخةِ الأولى
أحبك الحبّ
والكرهَ معا
تلتقي عينانا دون أن نَرى.
وهجُ الصمتِ في عشبِ الجبالِ القديمةِ نحنُ
rime embrassée
في جحيم رامبو
أنت رؤيايَ
التي تتحققُ كلَّ عامٍ
في كأسٍ مكسورةٍ
تحتَ مطرٍ أجلفَ.
أحياءُ نحن بين الجثتِ المشّاءة
وعجلاتُ دراجتينا ترقصُ فوق القبورِ
أخافُ من دونِ صوتكَ
وأتدثرُ بسماء تُنيرها يداك
هيّا نعُد إلى بيتنا الكبيرِ
المساميرُ تُضاجع الجدرانَ..
وأصواتنا الأُولى عالقةٌ في الداليةِ
فيما أنت تفرُم الثومَ في الزيتَ
كمُزارعٍ إيرلندي.
شاعرة من المغرب، الدار البيضاء
خاص كيكا