الرئيسية » » سلام صادق | قصيدة ربما ليست لي

سلام صادق | قصيدة ربما ليست لي

Written By كتاب الشعر on الأربعاء، 29 أكتوبر 2014 | أكتوبر 29, 2014

سلام صادق

قصيدة ربما ليست لي

 

 

 

سلام صادق

 

 

بين طيّات اوراق مبعثرة ومصفرّة مع مالحق بها من فضلات الجرذان في كراج بيتي الصيفي منذ عام 1992 عثرت بطريق الصدفة على قصاصات فيها خربشات والتي تساورني شكوك بسيطة في عائديتها لي، فربما قمت بترجمتها من ضمن ماترجمته في تلك السنوات وضاع قبل ان يرى النور  .. كلا الان بعد اعادة قراءتها، بعد ثلاثة كؤوس من النبيذ الأحمر، اعتقد بشكل يكاد يكون جازما بانها لي ومازالت تحمل انفاسي رغم رائحة العفن التي تفتك بها :

 

ليس بأيدينا ان نتملص من الحرب

وليس لدينا القدرة على ان ننزلق خارج أوارها 

انها شيء لاينفع معه اكل المزيد من الزبدة 

وإلا فكم كيلو باستطاعة المرء ان ياكل ليتملص من بين براثنها

ربما سيصاب المرء باليرقان دون ان يتحقق حلمه

سوف لن اعذركم على ذلك ابداً

كيف يستطيع المرء ان يصرخ في جنازة ؟

دون ان تفغر الجراح افواهها 

وتفتح  القبور دكاتها

وتطير التوابيت بعيدا باثقالها 

وتصبح الضمادات اسمالا والاكفان كذلك 

لماذا قلتم الحب اذن ؟

لماذا قتلتم الحب إذن ؟

وكان باستطاعتكم قول اي شيْ آخر غيره وقتله 

ملتصقة علقوا قمصاننا بأذرعنا على المشانق لكي تجف

وقالوا ستدخلون الحفل

لكن عليكم اولا ان تنزعوا احذيتكم خارج الصالة

فربما تكون رقصة الموت الاخيرة بالنسبة لكم 

ووحدي كنت اتظاهر بالجهل في شروط الرقصة 

واقل ماكان يمكنني الحصول عليه لكي احتفظ بقيمتي 

ابتسامة ميته ابعثها لنادلة نحيفة وراء البار

خدودها متوردة وثيابها تعبق بالزهور

وهذا ماعاهدت عليه نفسي منذ زمن بعيد 

بانني سوف لن ابتسم لأحد ولن اكتب قصاصة اخرى بعد الكأس الثالثة

فكل شيء يُساء فهمه 

لكنني وفي نفس الوقت ارى بان الحياة ذكية بما فيه الكفاية 

لكي تحافظ على عافيتها واناقتها من دون ان تفهم اقوالي . 

....

آخر الليل استمع بوضوح الى استدارة المفاتيح في الاقفال 

صوت ارتطام 

وثمة شيء يرتقي السلالم 

ويترك وقعا خفيفا عليها

لماذا اخافه ؟؟

قلقي يتضاعف منه كلما تضاءل ؟

....

لا اتذكر ماقلته 

هل كان عليّ ان اصرّح به

على شكل صراخ 

معلق من لساني  بالصنّارة 

واصيح لا لا لا لا لستُ انا

لكنني دائما اكون انا في الوقت الخطأ

ومع الناس الخطأ

والذين ربما لم ارهم من قبل

لكنني لم اكن موجودا هناك

رغم ان كلمة الوجود تعطيني الشهية لكي اخنق احدهم

أيا كان لا على التعيين 

ليس لانه السبب في وجود هذه الكلمة الخانعة

ولكن لانه ليس كذلك ايضا

فافضل الضحايا هم الابرياء

الضحايا الحقيقيون هم الابرياء

وإلا فماذا يعني ان نعاقب المذنبين  ؟؟

 

 

 

شاعر عراقي مقيم في السويد منذ عقود. صدرت له بضع مجاميع شعرية

salaamsadeq@telia.com

 

خاص كيكا

 

 


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads