الرئيسية » » إلين أوهارا سلافيك | ست قصائد وكولاجات سوريالية ترجمة أسامة غجو

إلين أوهارا سلافيك | ست قصائد وكولاجات سوريالية ترجمة أسامة غجو

Written By هشام الصباحي on الأربعاء، 22 أكتوبر 2014 | أكتوبر 22, 2014

إلين أوهارا سلافيك

ست قصائد وكولاجات سوريالية

 

ترجمة أسامة غجو

 

 

تمّ الاشتغال على هذه الكولاجات خلال السفر (كندا، فرنسا، تركيا، ألمانيا، البرازيل، هولاندا و الولايات المتحدة). قد نعثر على هذه الكولاجات في بعض مجلات السفر التي احتفظت بها منذ 1983 و التي ما زلت أصنع مثلها. وجدتُ أيضا في هذه المجلات التي أعددتها هذه القصائد ( التي لم تكتب قط بهدف توضيح الكولاجات).

تقدّم هذه الكولاجات سياقا مغايرا، مفاجأة هستيرية أخرى، مشهدا طبيعيا متشظّيا، طبقةَ لاواعية أو هذيانية، و السردَ التلقائيَ في روح السوريالية.

ومثل السفر، الشعر والكولاج أداتان للاصطدام بالوقت، تذكّراً و نسياناً بشكل تزامنيّ، لجمع و طرح قصاصاتِ الأشياء بطريقة غرائبية، لتوليف فضاء الأحلام اللاواعي معَ منظور الأجنبيّ الغريب و كل رغبة في نسج سرد سحري خارجَ العناصر العضوية و الأشرطة و رسومات الأطفال و ألعاب الورق و الكتب المهملة و أغلفة الكتب و البطاقات البريدية وإنتاجات الفن التاريخي والمجلات وتحويلات زيروكس ( تصوير مستند)، والرسوم التوضيحية التشريحية، والعهد القديم.

إلين أوهارا سلافيك

 

 

إلين أوهارا سلافيك أستاذة للفنون النظرية والتطبيقية بجامعة كارولينا الشمالية في شابل هيل. تلقت ماستر في الفنون الجميلة تخصص التصوير الفوتوغرافي من معهد الفن بشيكاغو، وعلى شهادة البكالوريوس من كلية سارة لورانس. عرضت أعمالها في معارض عالمية (هونغ كونغ، كندا، فرنسا، ايطاليا، اسكتلندا، انجلترا، كوبا، هولندا، و في أرجاء الولايات المتحدة الأمريكية). إلين أوهارا سلافيك هي مؤلفة " قنبلة في إثر قنبلة: عنف خرائطي" و " ما بعد هيروشيما".

سلافيك أيضا أمينة متحف، ناقدة وناشطة.

 

 

القصائد

 

أوبنينسك*

 

 

 

أصوّركَ تنظر

إلى نجوم الزجاج الروسية الحائمة

التي تضيء

وتعكس التاريخَ عند مدخل المدرسة

أنت تريدُ أن تحوز نجمةً

أن تحضرَها لي إلى البيت

حيث سيعلوها الغبار

أنت هناكَ، حيث يجب أن أكونَ

لكنّ صانعي النجوم

ماتوا جميعاً

وحراس الزجاج ينكرون زيارتي

أنتَ في مدينة متروكة

فيها أخفى تاركوفسكي** روحَه

حيث أنفاسٌ قديمةٌ وأعشابٌ فاسدة

حيث بخارٌ نوويٌّ وحوادثُ

حيث عالمٌ يمحق عالماً

حيثُ رجلٌ يُفقَد

فقط لأنّه هناكَ.

 

 

زوج أمّ ميّت

 

 

النهارُ يُنجبنا في وقت متأخر،

حيوانات ثقيلة قديمة تنسحبُ

من غرفة صغيرة إلى غرفة أخرى أصغر

نجمعُ أوراقاً ذهبيةً

وأوراقاً بيضاءَ،

جلدنا تبقّع بالغبار

لا نعرفُ ماذا نصنعُ بوقتنا

و لذلك نفذنا عبر صور رجل ميّت:

(امرأة نصف عارية

تتظاهر بالموت

مربوطةً إلى سكة قطار بكعب عال،

مدفونةً إلى الأرساغ، في شاطئ الأحجار

أو معلّقةً رأساً على عقب

ليست تقدر أن ترى الفرقَ

بين الدم والحمرة

بين الجاذبية والرياح الصناعية)

صور عائلته

هي برهانٌ على الزمن.

وقبل العمى،

نحملُ صناديقَ من البورنوغرافي والكتّانَ إلى الشوارع.

 

 

 

جنس

 

 

الندبة التي أُحدثُها هي خط من الضوء

كأنّها مُنمحية،

أَعُدُّ حسابَ جسدك

قطعةً قطعةً:

بطن بيزانطيٌّ، أصابعُ سميكة،

شفتان غير متساويتين،

الثقوب في أذنيكَ

الشَعر أسفل صدركَ

يتمرأى كغيمات

يتمرأى متفرّداً و مزدحماً

تطلبُ مني أن ألمس جسدي

كأنّكَ لستَ فيه،

ألمس العشَّ الزلقَ، المزرابَ الفطيرَ المُندَّى

الطريقَ الياقوتية المبللة

تحملُ نفسكَ و تسحبُ

الزئبقَ و الزجاجَ الزئبقي.

 

 

 

الرجوع إلى المنزل في الأحلام

 

 

ثمة ثلاثة أشخاص في غرفة

يتحدثون عن الطيران

عن كيف تسبحُ،

تركلُ الهواءَ و تصفعُ الغيومَ،

 كملاذ أخير.

 

شخصان يتكئان على حائط

يشربان الشايَ، ويلوّحان

أنت تعرفهما إذ تأخذ الريحَ إلى أعلى الباب،

إذ تسقط على مقبض الباب.

أنت الذي تهمّ بأن تطير

مثل حصان على شفا جرف

ممتطياً البحرَ الأخضرَ الفاتر

تحسبُ أطرافَكَ أجنحةً

تحملها

وأنت لا زلت تطفو.

إنه لغزٌ.

تدقّ البابَ

الذي كُتِبَ فوقه :

"رجلُ تعليمٍ وزوجته الكريمة"

تدخل مقهقهاً

الطاولة تكبو.

 

 

 

الباص الاغريقي

 

 

الزهور تمصُّ العاجَ الجاف الذي كالغبار

تُرهِقُ وتخنقُ المحيطَ

والسيدة التي تضع على مقعدٍ ساقيها

تجمع الشمسَ في حضن فستانها،

تخيط بأناملها هدبا

في حين يَعدُّ زوجُها زغبَ قدميه

لا شيءَ يحصل.

المحيط يلعق نفسَه

مثل قطة ليل تمصّ عظامَ أرنبٍ جافة.

لا تقيس المسافةُ نفسَها أبداً.

 

 

حلم ديفيد

 

 

يقف شاعر على منصة

أمام حشد من عمال المناجم

في مراسيم جنازة شاعر العمال،

 يقول:

نحن لسنا اليوم ما كناه بالأمس"

يصيح العمال:

تكلّم بوضوح.... لسنا نفهمك"

يقول الشاعر:

اليوم ليس هو الأمس. لقد فقدنا كماننا الأحمر"

يعرف الجميع أن الكمان الأحمر هو الشاعر المتوفّى

الذي كتب قصائد يحولونها ألحانا شعبيةً بكمنجاتهم

 

يصيح العمال:

تكلّم بوضوح. لا نستطيع أن نفهمك "

يحاول الشاعر ثانية،

لا نستطيع سماع الكمان الأحمر"

يصيح العمال مجددا:

الأزرق اليوم أزرق مثل الأزرق"

"الرمال تحت أقدامنا"

"حينما نخرج من باطن الأرض"

"إنه صوتُ أَلْفٍ من المثلثات تُقْتَلُ"

 

يتوقّف الشاعر.

هو يعرف أنّها قصيدةُ الشاعر المتوفّى

يمسك الكمانَ و يبدأ بالعزف.

 

 

 

* أوبنينسك: مدينة روسية

** أندري تاركوفسكي: مخرج وممثل وكاتب روسي

 

 

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads