ضيافة من نوع ما
لينزل ضيفًا عليك، ليحاصرك فى بيتك، لا يحتاج إلى دعوة أو إذن، لا يحتاج إلى باب أو نافذة، ولا يمكن لأمهر المخبرين السريين أن يمنعه من ملاحقتك أو يرصد تحركاته المشبوهة خلفك، ومهما استعنت بالحيطة، مهما استعنت بالحكمة أو الجنون، دون استئذان يدخل عليك وقتما يشاء وأينما يشاء، ربما يأتيك بوجهه الجميل وفى يده أيام عزيزة عليك وباقة قديمة من الزهور فتترك كل مشاغلك وترحب به، لكنه كثيرًا ما يغزوك بوجه قبيح وأسلحة خبيثة ومهما امتعضت فى وجهه وبصقت عليه يبقى مقيمًا معك. هل تذكر تلك المرة التى كومت فيها قبح ماضيك فى حقيبة رقمية وأغلقت عليه بمفتاح سرى لا يعرفه سواك وسافرت به بعيدًا جدًّا وألقيت به فى قاع بحر مجهول، هل تذكر تلك المرة حين عدت بكل عناء السفر لتجده يتربع على مقعدك بالضبط كما كان؟
