منمنمات دمشقية
راحت دمشق
التي على الجدران ضحكتها القديمة
كانت بلا موعد
واستضاءت على السفح ..
من تحتها الأنهار الثمانية الخضراء
وفوق مسطباتها ثمار الأشجار القرمزية
العيون الغريبة
تبش لي
والأفاعي الذهبية
في السوق تباع يداً بيد
والحبيبة!
انظروا: البلاد تتجول فيها
وبيوتها تحتمي
بنقوش المزهرية
الرجال يتأبطون أذرع النساء
والنساء يحلمن بالمياه الشافية
من الموت
والأقراط
والصبية
أضاعوا "الحميدية"
والحجر المنمنم على بوابة القلعة
كيف زاغوا ونسوا كنوزهم وأقواسهم
هاهنا
كيف رموا سيوفهم للزمان
والدروع الخشبية
أعد خطاياي وأخطئ في عدِّها
فتظل بين أصابعي
أسرار مملكة مغنجة
وأصداء لعبتها الذكية
متمنعة راضية
تبتغي بين ذينك الفتاة الدمشقية
آبت دمشق
كما راحت
بين ذراعي واحتضنت "القيمرية"
و"المهاجرين" والناس الطيبين
من "الميدان" إلى "باب توما"
إلى أي مكان
في الرحلة القريشية
وشباك " السيدة زينب "
والجامع الأموي
والطريق إلى عيني سيدتي "رقية"
دمشق التي فارقتها
من حي إلى حي
ومن خطوة إلى خطوة
يعذبني المضي فيها
والشوق يسلمني
إليها.
عبدالله الحامدي