الرئيسية » » انتحار القصيدة | عبد الله الحامدي

انتحار القصيدة | عبد الله الحامدي

Written By كتاب الشعر on الأحد، 26 أكتوبر 2014 | أكتوبر 26, 2014

اليومَ تنتحرُ القصيدةَ
من عَلَى الشرفة
تحتفلُ
بجمالها البكر
تتعرَّى للجنرالاتِ المهووسين
وآخر صفٍ من الثوار
اليومَ تبتدِئُ القصيدةُ
موتَهَا
فجأة
فتقف ُمع َمن يقف
وتمشِي معَ من يمشِي
اليومِ لا قصيدة بعدها:
خيطٌ من الكلمات
والقهقهاتِ
آخر اللَّيلِ
والخروج على الخط
(من أجل العيب
أوقفوا هذا العازف
من جديد
اضربوه
سرحوه
خذوا مشط الرصاص ..)
وكانت القصيدة ُ
مشبوبةً بعشيقِها
وكانت صيحاتُ الرفاقِ
تملأُ الشارعَ والبيت
وشجرَ الكستناء
ففي أيِّ فصلٍ نحنُ يا رِفاقَنا
لنحملَ زهرةَ التُّفاح
(أو زهرةَ عمرِنا)
لنسفكَها علَى دمِهِ
اشتهينا موتَنَا
مثل القصيدةِ
اليومَ تأتِي الريحُ
من زجاجِ النوافذِ الحديثةِ
(أغلِقُوا النافذة)
تأتي الريحُ إلى أحضانِنَا
من حُرقة البحرِ
ورطوبتِهِ الدفينةِ
لا أحد يعرفُ
ما في الخارج والداخل
معاً
والريحُ تَحضنُنَا
خُذوا القصيدةَ
واربطوها على الأسرِّةِ
قبلَ انتهائِها
اليومَ يومُ القصيدةِ
والتوقفُ عن العزف
والسكوت على الصيحةِ
المظلومةِ
والاثمُ والاعترافُ
على كرسيّ الهواء ..
لنشرب هذا النخب
يا شهرزادَ عمرِنا
الأسودِ
هكذا تخرجُ الملكاتُ
للحدادِ
على موتِهن
اليومَ تكتشفُ القصيدةُ
نَفسَهَا
بينَ المَرايا
وأحذيةِ الحَرس
فكيفَ كيفَ يا رِفاقَنا
انتحرت القصيدةُ
من على الشُّرفةِ
وكنا كنا يا رِفاقَنا:
تقاسمنا كسرةَ الخبزِ
اليابسة
وكنا كنا يا رِفاقَنا
سكرنا في الباراتِ
الراقية
اليومَ
يضعُ القاتلُ الفذ
أحلامَهُ عَلَى أحلامِنَا
يخلطُها - لا فرقَ -
اليومَ تنتحرُ القصيدةُ
حيثُ لا فرقَ
بينَ اللذةِ، والموتِ
بينَ الهزيمةِ والهزيمةِ
التي بعدَها
فَهل يَا رِفاقَنا
نخسرُ القصيدةَ
بعدَ انتحارِها
أو لا انتحارَ بعدَها
يَبقى لَنا؟!

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads