الرئيسية » » رحلة فوق اشلاء الأزقّة | ليث ناطق

رحلة فوق اشلاء الأزقّة | ليث ناطق

Written By كتاب الشعر on الأحد، 26 أكتوبر 2014 | أكتوبر 26, 2014

رحلة فوق اشلاء الأزقّة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(الزقاق الاول)
اقف امام الزقاق
بحسرتي التي تلوّح دونما فائدة
هو لا يراني
لا بد ان الانفجار اخذ عينيه
****
(الزقاق الثاني)
هاجر الرصيفُ
بعد ذلك الانفجار ,
كان الزقاقُ يأتمنه على الاطفال.
ليحميهم من العجلات الذاهبة !
غادر.
هو الوحيد الذي يمكنه الحراك
بعد مهرجان الاقدام المبتورة ذاك
***
(الزقاق الثالث)
الشظية التي فلقتْ رأسَ الرضيع
استقرت هنا ،
انبتت هنا
انها تلك الشجرة السوداء؟
تلك التي يحتمي بها قطيعُ الغربان ،
جُلّ ما اخشاه ان تنمو اكثر
***
(الزقاق الرابع .. مقهى المحلة)
المكان بحاجة لزائرين جدد
غير نظراتي التي تتوزع فيه ،
المكان بحاجة لمقاعد،
لدومينو
وضحكات عالية
بحاجة لجدران تحتمل اثقال الذاكرة
بحاجة لواجهة جديدة
تجمع اشلاء الضوء
لا اشلاء الزبائن
***
(الزقاق الخامس .. بائع الخبز )
"المخبز"
كان
طابورا من الجياع
بات
طابورا من الموتى
طابورا من الخرق السوداء
طابورا من الارغفة المتيبّسة ! ,
الارغفة التي باتت بلا بطون تأويها !
من الذي سيخبز
من الذي سيقف ليشتري؟
طابور منّي
***
(الزقاق السادس .. خانة الشواء)
يُحكىّ انهم دُفنوا دون تمييز بينهم
هكذا
كومة منسيّة في فرن،
اخطأ القدَرُ بها
فانتشرتِ الرائحة ...
رائحة احتراق الرحمة
***
(الزقاق السابع .. زقاق الشهيد "كلّهم" )
من امّ هذا الزقاق؟
من
التي اعطتِ الانفجار سهرها
حليبها
دلّلولها
من التي ضحّتْ بـ (كلّهم)
من التي لا اسمع لها نياحا
وعويلا
لا اسمع أي شيء
لا اسمع الزقاق حتى !
اين الزقاق ؟
***
(الزقاق الثامن . زقاق المدارس)
هنا
ذُبح الضوء
بعين الاباء
وانطفأ الحلم
هنا
ودّع قلمُ (حنين) كفَّها
وحجابُ (فاطمة) رأسَها
هنا
اختلطتْ الوان (ايمن) المائية بدمه
هنا
شارع المدارس.
***
(الزقاق الاخير)
لم يبقَ الّا الذهاب
لا اعرف ، هل انا بحاجة للخطوات؟
الخطوة
فكرة واسعة في رأس المسافة
الخطوة
تأخذ من الوداع حيزا كبيرا
الخطوة تحمل صاحبها
وانا احمل اشلاء الازقة
الخطوة لا تناسبني اذن ،
لم يبقَ الّا الذهاب ، نعم
و هذا زقاق الذاهبين
الذي لا ارى له نهاية !
ربما
اخذها انفجار هي الاخرى

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads