الرئيسية » » نبوءة…!! | ياسر شعبان

نبوءة…!! | ياسر شعبان

Written By كتاب الشعر on الأحد، 26 أكتوبر 2014 | أكتوبر 26, 2014

نبوءة!!

وقد رأى الله حزينًا
وقد دمعت أعينه..
"ويسقط مطر في كل فصول السنة
وقد قال له..
أن كُن حاملا لحُزني
- في الأرض –

فأنا لا يليق بي الحُزن

على فعالي!!

-1-

وتبدأ الآن
كل السمانات
طيرانها – بين كتفيه الضيقتين –
لا يهشها..
ولا تحط..
و
ما رأى
من بعث أقوامٍ هلكوا
في جلسة الظهيرةِ – وآخرِ الليل
ومر القهوة
طعم النهارات الطريدة
و
رهقة انفتاحه عليهم
وشوفة القيام
- تسقط الآن الشهب
على أمكنةٍ شتى
ويقوم مَنْ رأى
في مناماته الشريدة ..!
بين جحظةِ الحَدَق
وسقطةِ الذراع – في الجوار- ..!!

-2-

يذكر
معروقة اليدين تُداعبه
وتحكي..
بين الأمطار.. البرق.. الرعد "دموع وقهقهة الجان.."
وغابات.. مستنقع وتماسيح
لقفرٍ – زحفٍ ونار
وقديسين وشياطين
وجماجم تسقطها أجنحة العنقاء
من فوق جبال سوداء
يسكنها الغول – وأنهار الدم
- وتسقط رأس بيضاء
بين رداء أخضر وكفوف زرقاء
فيشد رداء
ويقبل وجنة
ويلتصق بالجسد الضامر
في رعشةِ محمومٍ – يبتسم –
تسرح
وتشير إلى نقشٍ في الجدران
سقطت عنه الألوان
وانطمسَ!!
تهمسُ
- كانوا بعض الغجر .. –

مُذ أسقط ريح

طلع النخل

وسجد الطير
لحجر طالع
- غجر –

عشرة أولاد قتلوا في البحر..

وعشرة أولاد ضلوا في البر..
وعشرة أولاد دخلوا
الغرف المغلقة
بين زجاجات
وسوائل ومساحيق
وكتب صفر.
- زمن مر -
أولاد..
دخلوا صدرَ الليل المفتوح
دخلوا
"هيه"
- وتسقط رأس بيضاء
بين رداء أخضر وكفوف زرقاء
فيشد رداء
ويقبل وجنة
ويلتصق بالجسد الضامر
في رعشة محموم – يبتسم –
تشهق
والدم يبكم من صورٍ
والعظم يخشخش
في الأركان..
جاءوا!!؟!!
بأنفاس لاهثة
والقديسون
فوق الأرفف
يمشون
وفي الجدران..
- قد يصرخ طفلٌ في الغرفِ المهجورة
أو تسقط في عرض البحر راية قرصان
قد يهبط مطر في غير أوان
يغرق زرعًا قبيل حصاد
أوتاد – أوتاد – أوتاد..
هاج الماء.. .. هاج الماء
وقيامه ينفث في الحدق المفتوح دُخان –
يخرج
من بين ضلوعه صوت
يسكب كوب اللبن
في إصيص الصبار
ينبت من جلد الجدة زهر أصفر
بحجم قروش العيد
- قد كنا صغار –
وقد يندهه أولاد
وبنت بضفيرة
تستند على جميزة
بجوار طاحونة
والشمس تسقط في كل الغيطان..!!
يطلع من بين العيدان
يخطف نهدى البنتِ
ويجرى
يغلق بابه
ونافذة عاليةً
يتسلل كل البنت
تحت
الجلد
وجه
البنت
يكون
نملًا
يصبح
في حضرة
قرص الشمس
طيفًا
في فكةِ
مضفور الشعر
حصى
- تسقط رأس بيضاء
بين رداء أخضر وكفوف زرقاء
فيشد رداء
ويقبل وجنة
ويلتصق بالجسد الضامر
في رعشة محموم – يبتسم –
"هوه"
صدري ضامر
يا ذا الفم
المملوء بالأسنان
كز عليه
سَيّلْ منه الدمَ
على شفتيْك
تلمظ
- مَالِح -
كمسافة
أطول مِنْ
أنفاسِ الولدان
وأمضغ حلماته
- مر -
كصمتة
مصلوبٍ
يلعقه
ألف لسان..!!
- وقد رجفت أرض
وعم عيون الناس غمام
وانفرط الجوعى والضعفاء
هبت عاصفة صفراء
قضم السهل عطش الصحراء
ثم والناس نيام ـــــ قام..!! –
-            لاذع –
كلدغة
زحافٍ
يكمن
في عتم الأركان!!
امضغْ
وتلمظ –
قد تسرى فيك
رجفة قلب مفتوح
- على آخره -
بيت العنكب فيه
ليس خرابًا..
حتى حدق البوم
ونعق الغربان
وسع
يضفر عتمَ الماء
بوهج النار
- قد يهدم فيضُ الماء بعض الجدران
فنزوي.. نزوي.. نزوي.. .. في الأركان
لكن النارَ .. النارَ .. النارَ..
وسع ينفتح علينا – ودخان
أوله ـــــــــ آخره دخان..!! –
صدري ضامر فتمصص
من جذر الشجر ــ الطالع
من ريش الطير العالق
بسحابات و صهلة مُهر
بري تستشري في
سكنة أحراش
شررًا – نارًا تصعد
في طقس أسطوري
تخشخش فيه عظام
يبك الدم من التماثيل
وترقص أشباح..
"آااااه"
هل تعرف
من يخرج ليلًا ويغنى..
هذا
من جعل الناس ضريحه
في طرفِ البلدةِ – قرب النهر – مزار..
مَنْ
يفرد ظله على الطرقات
وتسري ناره في
أوردة الأطفال
- والليل شتاء -
ويعين الشيخَ الطاعن
على شدِ المحراث
ويملأ حضن الأرملةِ بالأطفال
ويزور العانسَ في الأحلام..
مَنْ
يملأ حجرَ البنتِ
بالبلح وبالنوار!!
هذا –
كان
يعرف لغةَ الموتى
ويشعلُ نارًا
في الفئران
في الغيطان – يقولون –
يحفظ تعاويذَ
تنضجُ كل العيدان
هذا –
- مَاتَ -
بطعنةِ ظهرٍ
أو دسةِ سُمٍ
كشفت نهديها
وفخذيها
وخرجت كالإعصار..!!
أو ، ،
أكتم بعض الأسرار..
- مكتوب
سوف تطير بين كتفيه السمانات
لا يهشها ولا تحط
وسوف تنبت على جلده أزهارٌ صفراء
وتسقط في عينيه الصور
ويحفظ كُلَّ الأسماء!! –
ياااااه –
قد أكل العفن
الجسد الغض
- قالوا -
رأيناه صباحًا
يرقص فوق الماء – عريان –
ويغنى
وكان
- ما أكلت منه كلاب البلدة

ما نقر الطير الصدر ولا العينين

ما ملأ تراب أنفه أو أذنيه
ما زحفَ الدودُ على جسده
أو أرغى مِن زبدِ الماء –
لكن
الناس صلوا خلفه
في الفجر
وخرجوا
أكلوا اللحم المشوي
في كل الدور
وما طرفت عين
أو صمت آذان..
ياااااه –
بك الدم
وخشخش عظم
- وسقط الرأس الأبيض
بين رداء أخضر وكفوف زرقاء
فشد رداء
وقبل وجنة
وبرعشة محموم – ابتسمَ –
وكان ………………!!


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads