الرئيسية » » وتنقلت الأفراس… تصهل وتحم..!! | ياسر شعبان

وتنقلت الأفراس… تصهل وتحم..!! | ياسر شعبان

Written By كتاب الشعر on الأحد، 26 أكتوبر 2014 | أكتوبر 26, 2014

وتنقلت الأفراس تصهل وتحم..!!

 (بس افرحى – بيطير من صدرى الحمام..)

ولما انفلتت منك الأفراس – تصهل وتحمْ..
كان مبتداك – بعد – لمْ يستبنْ لومض العيون..
وباطن القدمِ يجهلُ ملمسَ الحصى – وشقوقَ العطشٍ
في وسع – غير أليف..
والصدى…………
(الحنين وحده لا يكفي – يا آخره..)
لما تأخذك نشوة النداء – السادر.. وتعرف أنكمَ لنْ
ترى مَنْ تنادى .. قابضَ الطعمِ والرائحةِ تستحضر
في النداء………
والصمت………… يا كليم..!!
                        * * * *
امرأتان وولد – قلتُ أوزع بينكم المراثي.. وأحجب
وجهي بالضلوع – لا أنبس – وحد النصل في وجع الصدور
ورجفة الألسنة – وقطنُ الحصادِ لَنْ يمتصَ منبجسَ
الدم – ورائحة الموت في الأمكنة.. ..!!
وتتنازعنَ .. وقلبُ الولدِ مفطور على الوجد.. لا يستطيع
ينقسم.. وتتنازعنَ.. تتجاذبنَ أطرافَ الولد – تمزقنَ
أوصاله.. لا تهبْنَ الأنينَ.. طقطقة الظهر.. وجحوظ
العين في غائر المحجر – الولد – رغما عنى صرختُ – هل
ترضينَ مشطورة – [ لما سقطت ضلوعي.. كشفت عن خواء صدري الوسيع .. ووجهٍ طيب..] ابتسمنَ..
ومنهدلُ الشعر على الأكتاف والنهود نافرات بلا سترْ –
كوقت الوطء الأليم – وابتسمن – وقد غطى الشفاهَ زبدٌ
أرغى من لهب الجوفِ وحمرةِ العيون ـــــــــــ ذميم
شطركَ بين نهدين ــــــــــ يا كليم
... وقد رأيتُ أني شاطرك بين طرفي الرداء
وأني أواريكَ شبقة الليل – وقد تخرج
لتدسَ العفنَ تحت النهود وبين الأفخاذ
………………… سُعَرْ..!!
                    * * * *
والطير لما رَفَ في مفتوح الحَدَقْ
عاوده شبقْ النقرِ في أبيض المُقَلْ..
وأسودها – لم يعد يرهب أو يرتجفْ..
الطير.. ولين المنقارِ ينتف أرمد الريش
ويتسلى بغرسه في مكمن الوجع – ويفرد
في الشمس ظلًا – يُقال عنه – الشبح..
ويدفع الناسَ إلى حضنٍ لم يعد به – مُتسع
لأطيب الثمر الساقط بين الطرف والرؤية
المشبرة في أول الصحو وآخره .. للسهار
على جمرات في الأكفِ – واحتراق الجلد
بشعره له سحر – ودخان عبقْ..
الطير.. يأكل قطوفًا دنتْ – وعلى مهترئ
الحيطان – الأجنحة صبرتْ – والماء أخذ
في النقر على مزقِ الأوتار وعظم الجمجمة
وأول الصعود = أول الغرق..!!
 
                    * * * *
ولما يلقونك بجبٍ – كله ماء
ستنجو ـــــــ أيضًاـــ
وقد يبدأ الورق – الآن – في الطيران - حتى لو
الريح عانده - وقد يهبط من أجلي – مرة – بعض
المطر – أول يقول لي الماء هئت لك..!!
……
السحابات من بخر الماء في وصله بالشمس – هواء .
ينصبُ خيامه شجرًا – عاري الأفنان – كبعد الحصاد –
حصى – ممعن في الزحف على زاغب الجلدة بين ثعبنةٍ
وضفدعة – قد تسجد له أو تبدأ في الفرار – ومنْ انتوى
الوقوف – يشوف – كيف تكون المومأة – والروح بعد
لم تفارق طين الجسد ــــ
ماء بحصى.. يصعدك مِن
موطئ القدمِ – في العظم والوريد – صفوفا على جانبي
ملتهب العصبْ..
ولما يلقونك بمستعر النار – عالي اللهب
ترقص على محترق الحطب.. وتبدأ الغناء..
- وقد تموت في ضحكةٍ
وَلنْ يُرْديك طولُ البكاء..
فوزع على الناسِ فرحك
واجعل حزنك في الليل ضياء –
وَلنْ تخرج من النار كما دخلت – ولن تلحق إلا
بعضَ العطبِ بمقدودِ القميص من قبلٍ ودبر..
ورشق العيون بعاري الجسد
ظلامٌ خارج بكامل سطوته..!!

                   * * * *
(قلبى زى الورقة اتحرق..)

عصفًا مهملًا أصبحَ جسدُ الولد – وسيلُ الدمِ
يُغرقُ الأسوارَ والأرصفة ويدخلُ من تحت أعتاب
البيوت فيضًا من الدهشةِ – والهلعِ العظيم..
وقد يفنى في باطنٍ تدوسُ وجهه الأقدامُ – وما تبقى
من رائحة – و حكايا للأطفال قبل أن تنام..
عصفًا مهملًا أصبحَ جسدُ الولد – وصوته الطالع
علىّ من كلِ البقاع – وليس لي خبأةٌ في الوسع –
ولا قدرةٌ على احتمال.. صوت الولد (قاتل صداه)
ملتصقٌ بمسامعي كصئبان يبشرُ بآتٍ يتقدم
الجمجمة ويمتصُ السحاء حتى ثمالةٍ – تعربدُ
بمفاصلي – رويدًا.. رويدا – كعجوز على مائل الجدران
أستندْ.. أتلهى بالأحجيات والصغارُ – نرى
ساحر العوالم في البخار نار بماء- ماء بنار
تضيق حولنا الدوائر وتتسع
…………
…………
…………
…………
وتنفلت الأفراس
تصهل
وتحمْ !!

وأنتِ أيتها الدمامة
أين تخفين عنا وجهك الجميل .. !!؟!!

وليس كل ما تبقى مني
مني
فاهزمني إن استطعت
اهزمني..!!
              ***
الدود الأخضر الصغير
لما يسكن على جلدي
- لا أشعر به –
وكذا النباتات الكثيرة – الجافة
- فوقي -
أما أصواتكم الوقورة
فلن أسمعها
وأنتم تراقبون حرقي..!!
                 ***
مني..
هذا الدم المتخثر
تحت العجلات..
والتعويذة على صدر البنت
- قلبي -
وجسدي
يُلقي ظلًا مُخيفًا على الطرقات
مني ..
هذا الفرح الطفولي
وابتسام الأولاد الباهت
ورأسي – لما ينفلت في الفراغات
ينتثر – هلامًا يبتلع كل الرءوس
مني
أين المفر
مني..!؟!
              ***

البحر آثر السلامة..
مَنْ احتوى أجنة الأساطير
نَفَضَ عنه غبار المسافة
وجوه الناس
وأشكال السفر
وأباحَ جَنياته
- للجميع -
في إرغاءة الزَبَدْ
إذًا
أنا
الأخير..!!
                 ***
الله.. ..
الأولاد يخرجون من الشرانق
طازجين.. .. يخفقون..
(أعرف – الرجل العجوز ما زال يجلس
أمام بيته العتيق – والبنت المقيدة
بالسلاسل منحنية  أمامه – وقد لَقَمَ
ثدييها – وبيدها وردة – وبينهما جدول من ماء –
كان بحرًا – ينظر العجوز إليه ويضحك..!!)
هكذا.. .. ويحطون
على جسد المسافةِ الطري
ويغزلون أحلامهم شباكًا
وطيورهم ملتجئات
لسطحِ البيت العتيق..!!
(أعرف كان يجب أن أحذرهم..
أصرخ فيهم – وأعري لهم جُرحي وأنكأه..
أعرف أنني حاولت – لكنني كابوس مُخيف
يطردونه بالأهازيج والأغنيات المُفْرحَة..!!)
وهذه المسافة المعقودة بين قدمين
رأس عجوز أعمى – يعيب خلقي –
ملآنة بالدمامل والثآليل
ورائحة أسمال مبال عليها
ودم – إليه ننتمي – قد تخثر
مسافة تمتد – قدمًا – قبل الخطو
بالحلمات السود يتمصصون
رعشة تستشري من حيرة الفم
للمفاصل..!!
وأنتَ..
تشكل – كأي مسخ ترى –
كُنْ ..
بعين واحدة
بثلاثة أعين
أو – لا تترك رأسك نهبًا للعيون..!!
تشكل ..
كل الفراغات شبقة لأعضائك
والوسع مطبق على صدرك
هدم هين وهذيان هرم
همس منغرس يحول بينكَ والقعود
كُنْ
رُعبًا
في رءوس الصغار..!!
                   ***
حتى البحر آثر السلامة..
بأمواجه يقيم عراكه اليومي
مع الصخور
وما بُنيَّ قلاعًا وقصور..!!
والحدق جاحظ – لعل الطيور تنقره
سكتة وسكنة – والألوان منسكبة..
ونبرة زهزقة العجوز – بلا صدى..
(أعرف – سيعودون الآن إليَّ – مألوفين..
وأنا لا أملك سوى لسان ليس للكلام
سيقولون – الآنَ – أنتَ منْ تبقى لنا
ويسجدون – والعجوز جالس القرفصاء
أمام بيته العتيق – كأنه يبول –
والبنت بلا سلاسل منحنية تلقمه
ثدييها – وتتشمم وردةً ذابلةً في يدها
وبينهما مجرى من ماء – كان بحرًا –
ينظر العجوز إليه ويضحك – وأنا أخْرِج
لساني – فيلقي على الأمكنة ظلا مُخيفًا – فقط - ..!!)
فاهزمني
إن استطعت
اهزمني..


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads