الرئيسية » » مصر | علي محمود طه

مصر | علي محمود طه

Written By Unknown on الأحد، 29 سبتمبر 2013 | سبتمبر 29, 2013

مصر




هوى لك فيه كلّ ردى يحبّ فديتك ! هل وراء الموت حبّ ؟
فديتك مصر ، كلّ فتى مشوق إليك ، و كلّ شيخ فيك صبّ
و يحلم بالفدى طفل فطيم و كلّ رضيعة في المهد تحبو
أراك و أينما و ليّت وجهي أرى مهجا لوجهك تشرئبّ
و أرواحا عليك محوّمات لها فوق الضّفاف خطى و وثب
عليها من دم الفادين غار له بيديك تضفير و عصب
حمتك صدورها يوم التّنادي ووقّتك اللّيالي و هي حرب
إذا رامتك عادية و شقّت فضاءك غيلة و رماك خطب
دعت بالنّهر فهو لظى و وقد و بالنّسمات فهي حصى و حصب
و بالشجر المنوّر غيل و كلّ غصونه ظفر و خلب
حقائق عن يد الأيمان ترمي صواعق و مضها ظفر و خلب
حقائق عن يد الإيمان ترمي صواعق ومضها رجم و شهب
لها في مهجة الجبّار فتك و في عينيه إيماض و سكب
صنائع الغانائيّات يشدو بها شرق ، و يلقي السّمع غرب
و يبعث في الحياة على صداها فراعين أو حواريّون عرب
أهلّوا بالصّباح فثمّ ركب تموج به الضّفاف و ثمّ ركب
بأرواح مجنحة نشاوى إليك بكلّ جارحة تدبّ
لقد بعثت من الأحقاب مصر أجل بعثت ، و هبّ اليوم شعب
توحّد في الزعامة فهو فرد و أفرد بالأمانة فهو صلب !
***
فيا لك مصر ! ما لجلال أمس علته غبرة و طوته حجب
و ابهم فهو رجع صدى و طيف بعيد ليس يستجليه قرب
دوت ريّا ملامحه و حالت مناقبه فهنّ أذى و ثلب
أكان دم الفدائيّين صدقا و أصبح و هو بعد الأمس كذب
فيهدم ما بنى و يقال شادوا و تصدع وحدة و يقال رأب ؟
علام إذن اريق بكلّ واد فأورق مجدب و أنار خصب ؟
و جاد به شباب عبقريّ و ولدان كفرخ الطّير زغب ؟
أحقّا ما يقال شيوخ جيل على أحقادهم فيه أكبّوا
و كانوا الأمس أرسخ من جبال إذا ما زلزلت قمم و هضب
فمالهمو وهت منهم حلوم لها بيد الهوى دفع و جذب
أأرحام مقطّعة و ارض تعادى فوقها أهل و صحب
و اسواق تباع بها و تشترى ضمائر هنّ للأهواء نهب
يطوف بها النّفاق و في يديه صحائف أفعمت زورا و كتب
يكاد اللّيل أن ينسى دجاه إذا نشرت و يأخذ منه رعب
تعالوا يا بني قومي تعالوا إلى حقّ و حسب الشعب حسب
هو الدستور منه جنى قطفنا و نهر حياتنا ملآن عذب
فما للشّرب و الجانين ثاروا عليه بعد ما طعموا و عبّوا
فأهدر مرّة و أبيح أخرى و عيب ، و ما له عيب و ذنب
إذا ما الأكثرية فيه فازت تحرّكت الدّسائس و هي إلب
و إن هي حوربت عنه و ذيدت تحدّث باسمه فرد و حزب
عجائب لم تقع إلاّ بمصر و أحداث لهن يطيش لبّ
تعالوا يا بني قومي إليه فما في حكمه قسر و غصب
و ما هو اسطر كتبت و لكن معان في القلوب لهنّ علب
تحررت الشّعوب فكلّ شعب طليق و المجال اليوم رحب
و هبّت في نواحي الأرض دنيا لحقّ يجتبى و منى تلبّ
أتلعب و الزمان يقول جدّوا و نرقد و الحياة تصيح هبّوا ؟
فلا تقفوا بحريّات شعب و آمال له للمجد تصبو
فما تثني خطى شعب طموح زعازع في ظلام الليل نكب
إذا عصفت تلقّاها بصدر وراء ضلوعه نار تشبّ
سألتكمو اليمين و حبّ مصر ألم يخفق لكم بالحبّ قلب ؟ !
إذا عبس الزمان لمصر أومت إلى الفاروق و هي رضى و حبّ
فقبّلها و ظلّلها هواه و ندّى قلبها و العيش جدب
و باسمك أيها الملك المفدّى تقشّع غمّة و يزول كرب
و باسمك لا يضام لمصر حقّ و باسمك لا يضار بمصر شعب
و باسمك من عضال الدّاء تشفى و باسمك كلّ داء يستطبّ
بحقّ علاك وهو هدى و نور و حقّ هواك و هو علا و كسب
إليك توجّهت بالرّوح مصر و أنت لمصر بعد الله ربّ

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads