الرئيسية » » أندونيسيا | علي محمود طه

أندونيسيا | علي محمود طه

Written By Unknown on الأحد، 29 سبتمبر 2013 | سبتمبر 29, 2013

أندونيسيا
 
سحائب حمر ؟ أم سماء تضرّم ؟ أم الشّمس يجري فوق صفحتها الدّم ؟
على مشرق الإصباح من أندونيسيا سيوف تغنّي أو حتوف ترنّم
و فوق رباها يزحف الموت ضاحكا على جثث منهن يروي و يطعم
فراديس شرق ذيد عنهن أهله و هنّ لأهل الغرب نهب مقسّم
يدار بها ماء الجماجم مثلما يدار على الشّرب الرّحيق و يسجم
و في أراضها أو أفقها صوت محنق كأنّ صداه الغيب ، لو يتكلّم !
تميد الصحارى و الجبال لوقعه و تشفق أنواء ، و يفرق عيلم
و ترتدّ حتّى الشّهب عن سبحاتها فلا ثمّ آفاق ، و لا ثمّ أنجم
و فيم تضيء الشمس أو يشرق السّنى إذا الأرض غشّاها ضلال و مأثم
و أصبح فيها المضعفون و حظّهم من العيش ما يقضي القويّ و يبرم
أذلاّء إن ناموا ، أرقّاء إن صحوا يباع و يشرى فيهمو و يسوّم
يسمّون ثوّار إذا ما تجهّموا لمغتصب ، أو من عذاب تألموا !
لأيّة غنسانية ذلك الوغى ؟ و فيم أحلّوه لقوم و حرّموا ؟
رويدا بناة الكون ، ما تلك ثورة عل الحقّ ، بل روح على الجور ينقم
و ما عي إلا منكمو رجع صيحة على الأمس كانت كالمزامير تنغم
هو الشّرق ثارت روحه فهو لجّة من النّار تذكيها رياح تهزّم
ينادي بعهد بين يوم و ليلة أضيع ، و حقّ يستباح و يهضم
و حرّية موءودة ، طال شوقها إلى النّور ، يطويها ظلام مخيّم
مكبّلة الكفّين ، مغلولة الخطى تداس ، و يؤبى أن يبوح لها فم!
***
سلاما ، سلاما ، سيّد السّلم و الوغى جلالك موفور ، و عهدك مكرم
و يعنو إليك الجنّ و الإنس طاعة كأنّك فيهم سليمان تحكم
و بين يديك الأرض تلقي زمامها و في راحتيك السّبعة الخضر تسلم
و لم تبق في الكون السّحيق رحابة لغيرك ، أو يبعد به عنك مغنم
فما لك بالأسطول و الجيش واثبا على أمّة عزلاء بالسّلم تحلم ؟
و تنقض مثل النسر فوق سمائها بأجنحة تغزو النّجوم و تزحم
ألاقيت في أجوائها غير طيرها على نسمات في الغصون تهينم ؟
و أبصرت إلاّ أمة محمد تنازعها المكياد غصبا و ولهم
ملايين ممن كرّم الله خلقهم يراد بهم أن يمسخوا أو يحطّموا !
أنل هذه الدنيا رضاك ، و حسبنا من الدّهر هذا البارق المتبسّم
سراب من الأوهام نسقى بلمعه وطيف برؤياه نسرّ و ننعم
و دعنا بمعسول المنى و وعودها تذق من نعيم العيش ما نتوهّم
و نبدع لهذا الكون في الوهم صورة تمثّل منه بعض ما كنت تزعم !
فإنّا شعوب من سلالة آدم لنا في مراقي العلم و الفن سلّم
لنا خطرة تهوي الخيال، و نظرة طموح ، و قلب بالمحاسن مغرم
على أنّنا نبني على الحقّ و الهدى مآثر لا تبلي و لا تتهدّم
و نرعى مواثيق الوفاء ، كما رعت أوائلنا ، لسنا على البذل نندم !
من الصين حتّى ساحل الغرب عالم به المسلمون الأولون تقدّموا
بنوه حضارات ضخاما ، و لم يزل له أثر في الكون أسمى ة أضخم
نظام من الشّورى و عهد الرّضى اياديه شتّى ، حسينات و أنعم
سل العام إن أوفى عليك هلاله ففي ضوئه للحقّ هدي ز معلم
لعلّك إن يمسسك من نوره سنى يلن منك قلب الحديد ملثّم
و ينبئك أنّا لا نطيق على الأذى مقاما ، و أنّا أمة ليس تظلم
على الحقّ نجزي من جزانا بحقّنا ، فإن لم يكن ... فالشّر بالشّر يحسم !

 

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads