الرئيسية » » من الأعماق | علي محمود طه

من الأعماق | علي محمود طه

Written By Unknown on الأحد، 29 سبتمبر 2013 | سبتمبر 29, 2013

من الأعماق


 

حيّتك في الشرق آمال و أحلام و قبّلتك جراحات و آلام
و استقبلتك على الوادي و ضفّته عروبة وثبت فرحى و إسلام
و حقبة من جهاد أشرقت و هفت بها ليال من الذّكرى ة أيّام
تعانق العائد المنفيّ في بلد حماه للحرّ إعزاز و إكرام
ديار فاروق من يلجأ لساحتها فقد حمته من الأحداث آجام
يطيب للعربيّ المستجير بها معاشه و يرقّ الماء و الجام
و يحطم القلم العاني بحومتها أصفاده ، و يفكّ القيد ضرغام
يا أيّها البطل الصّنديد جئت بما تحدثت عنه أدهار و أقوام
هزّت فلسطين أنباء يطير بها برق على جنبات الليل بسّام
عادت لها ذكريات الأمس و انبعثت بها صحائف من نور و أقلام
و أنفس قرشيّات يطرّبها صوت يرنّ به رمح و صمصام
نصّت على اللّيل آذانا تغازلها من صوتك الجهوريّ العذب أنغام
قد أقسمت لا ينال الّدار مغتصب حتّى و إن شرقت بالنار أعلام
في الله ، في الحقّ ، في الإسلام كلّ دم يسيل فيها ، و جرح ليس يلتام
ظنّوك أقصيت عنها فهي نائمة و كيف ! هل في ربوع القدس نوّام !
و تلك أطماعهم في كلّ ناحية ألسيف منهنّ فوق الخلق قوّام
قالوا غدرت و لم أفهم لمنطقهم حكما و لكنّما للقوم أحكام
أفي دفاعك عن أهل و عن وطن غدر ؟ إذن فجهاد الظّلم إجرام !
قالوا هو الحقّ ما نسعى لنصرته يا بؤسه كم هوان أهله سامو
يا شرق يا شرق لا تخدعك دعوتهم و اقبض يدا ، فحديث الحقّ أوهام
أكان غير عيون الزّيت دافقة من قلبك الغضّ يجريهنّ سجّام
و كان غير أنابيب يحوط بها ضلوع صدرك قهّار و ظلاّم
قد قسّموك مطارات و ما عملوا إلاّ لحرب لها في الكون إضرام
أكنت غير الفدى في غير تضحية إن هم عليك بسرب للرّدى حاموا
يا شرق سل بالحسينيّ الذي صنعوا واسمع لحفّك ، لا يخدعك هدّام
سلهم عن الشّرف الموعود كم غدروا به ؟ كم اجترحت في السّلم آثام
و أنت أيّها الفادي عروبته إسلم فديتك ، لا غبن و لا ذام
جهادك الحقّ مظلوما و مغتربا و حي لكلّ فتى حرّ و إلهام
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads