ردّوا على الوادي ربيه نهاره
ردّوا على الوادي ربيه نهاره | آب الزّعيم اليوم من أسفاره |
جاب البحار إليكمو حتّى إذا | نصل الدّجى ألقى عصا تسياره |
هذا الذي قدر الإله حياته | لينقّل التاريخ في أدواره |
الأعزل المنفي فارق قيده | ورمى بآسره و ذلّ إساره |
عجبا يخاف مطارد بجزيرة | ضرب الوجود بها وراء بحاره |
فيجشّم المنفى البعيد بصخرة | في مائج متلثّم بخطاره |
تخشى أساطيل الغزاة عبوره | و يروع وحش البحر صمت قراره |
سير من الأمجاد لم يسمع بها | حتى أتحن فكنّ من أخباره |
تلك البطولة لم تكن يوما و لم | يطلع بها زمن على حضّاره |
قم حدّث التاريخ غير مكذّب | يا من غدا التّاريخ من آثاره |
أنت المصاول عن حماك فصف لنا | حرب الفدائيين من أنصاره1 |
و الأرض كيف تصدّ عن رحمائها | و الكون كيف يضيق عن أحراره |
و الغاصب السّفاح من أنيابه | يجري الدّم القاني و من أظفاره |
يا من شدوتم بالسّلام رويدكم | داوود لمّا يشد في مزماره |
تحت الرّماد وميض نار ، فالدّجى | و البرق ، بعض دخانه و شراره |
ردّوا السلام إلى الحوادث تشهدوا | أنّ المآمن هنّ من أخطاره |
حمل البشير قميصه بيمينه | و دم الجناية صارخ بيساره |
هذا ضياء العدل بدّد ظلمهم | كالليل بدّده الضحى بمناره |
سعد أهلّ به و سعد جاءكم | بالحق أبلج في سماء دياره |
فاستقبلوه كعهدكم و تخيّروا | لجبينه العالي مضفّر غاره |
قالوا نفيت ! فهل نفى عنك الهوى | طلم سقيت الأمس كأس عقاره |
لا تلح من كفروا بدعوتك التي | وضحت و خلّ أذى المسيذ و داره |
آثامهم فزعت بخالقهم فدع | لله حكم الله في كفّاره |
و الله لو لمسوا فؤادك لا نثنوا | جزعين مما لامسوا من ناره |
و محا سناه ظلام أنفسهم وما | حمّلن من ذل النّكوص و عاره |
الشّعب مثل البحر إن يغصب فما | تقف السّدود الشمّ في تيّاره |
و رجاله الأبطال ، و يح رجاله | لم يهدؤا و الظّلم في تهداره |
خاضوا الحتوف فما انثنت عزماتهم | عن قاهر الوادي و عن جبّاره |
طلعوا على حصن الظّلام فزحزحوا | أحجاره و مشوا إلى أغواره |
قذفوا به غضب السّرائر فانظروا | للحصن يسقط في يدي ثوّاره |
أمسى روايات الجهاد خوافق | حمر منشّرة على أسواره |